في شقة صغيرة داخل مدينة بني سويف، تفوح بين جدرانها رائحة آيات الله العطرة، تقطنها أسرة مكونة من زوجين و6 من الأبناء جميعهم يحفظون كتاب الله كاملٓا، في سن مبكرة، تنهال عليهم التكريمات بين الحين والآخر، هم مثالًا لمنطقتهم عزبة بلبل في حفظ القران الكريم والتفوق الدراسي.
سبيحة: بحفظ القرآن وتدبره تُحل المشاكل والعقد
«سبيحة أحمد عبدالحفيظ»، والذي يعمل موظفًا بالوحدة المحلية لمركز ومدينة بني سويف، رب الأسرة والذي يبلغ من العمر 55 عامًا، لا يعرف في حياته سوى عمله وتربية أبناءه تربية إسلامية قائمة على حفظ كتاب الله وتدبر آياته، إذ يقول: «دول من عند ربنا ومسؤول أمامه عن تربيتهم وأرى أن حفظ القرآن الكريم وتدبر آياته منهج حياة، فبحفظه وتدبره تُحل المشاكل والعقد»، هكذا يرى والد الأبناء الست رسالته تجاه أسرته.
«سبيحة»: اتفقت مع زوجتي على حفظ القرآن الكريم وتحفيظه لأبنائنا
وقال «سبيحة أحمد عبدالحفيظ»، في بداية زواجي اتفقت مع زوجتي على حفظ القرآن، وبالفعل شرعنا في ذلك ومع استقبال أطفالنا واحد تلو الآخر شرعت برفقة زوجتي في تحفيظهم القرآن الكريم في سن مبكرة، حتى أن ابنتي سلمى حفظته كاملًا وهي في سن الخامسة، و3 منهم حفظوه قبل وصولهم للصف الثالث الابتدائي، لأن حفظ القرآن في سن مبكر أسهل بكثير، ويصعب نسيانه».
رب الأسرة: حفظ القرآن الكريم يساعد الأطفال على التفوق
وقال: «5 من أبنائي يدرسون في المعاهد الأزهرية، وعلى الرغم من أنهم يستقطعون وقتًا لحفظ القرآن الكريم إلا أن ذلك لم يعيقهم أبدًا عن التفوق في دراستهم، وحصلوا على العديد من الشهادات التقديرية، مشيرًا إلى أن أبنائه جميعًا ختموا حفظ القرآن الكريم كاملًا، وهم في عمر الـ5 سنوات حتى الصف الثالث الابتدائي».
«سبيحة»: سلمى ابنتي حفظت القرآن الكريم كاملًا في 4 شهور
وأضاف: «إحدى بناتي وتدعى سلمى ختمت حفظ القرآن الكريم في مدة 4 أشهر، فهي وأتمت حفظ سورة البقرة في 3 أيام فقط، وهذا الأمر تطلب منها اجتهادًا كبيرًا حتى تستطيع تحقيق ذلك، لافتًا إلى أن زوجته هي التي تعينه وتعين أولاده على تحفيظهم القرآن الكريم، فهم يذهبون إلى كتاب القرية، ثم تساعدهم والدتهم بعد ذلك في تحفيظهم القرآن الكريم».
وأوضح: «مسقط رأسي بقرية الكوم الأحمر في مركز بني سويف، إلا أنني قمت باستئجار شقة بمدينة بني سويف حتى يكون الأبناء بجوار معاهدهم الأزهرية ومدارسهم وتوفيرًا لنفقات الانتقال».