في إحدى عربات محطة المترو بمحطة شبرا الخيمة، استلقى على ظهره ليدخل في سبات عميق، واضعا قدم فوق الأخرى، لا يدري ما الذي يحدث حوله، إذ رأى الركاب قدمه الحافية، وملابسه المتسخة، وملامح طفل بريئة أنهكتها الشوارع، كأنه لم يجد راحة سوى أرضية مترو الأنفاق.
حاول بعض الركاب إيقاظ الطفل، ولكنه كان ينفر من المقتربين منه دون أن يفتح عيناه، قائلاً: «سيبوني أنام»، حتى امتلأت العربة تمامًا، واضطر للوقوف نائمًا، ونزل في محطة مترو الدقي، لعله يجد مكانا فارغًا يلقي فيه جسده المتعب.
الطفل يحكي قصته
بعد دقائق قليلة، استيقظ من النوم، ليقص حكايته البسيطة، موضحًا أنه يقطن بمنطقة المنيب التابعة للجيزة، واسمه زياد محمود خالد عبد التواب، يقطن رفقة والدته بعد سجن أبيه، مؤكدًا أنه تعود على النوم في أي مكان حين ما أراد، واليوم، كان يجلس رفقة جدته، التي نام عندها، مما جعلته تطرده قائلة: «أنت جاي تنام عندي.. روح نام في بيتكوا».
خرج «زياد»، من بيت جدته مستقلاً مترو الأنفاق، قاصدًا منزله بمنطقة المنيب – هي المحطة الأخيرة في المترو- وحين دخل كانت العربة فارغة فاستلقى دون أن يشعر بنفسه، وأكمل الطفل حديثه لـ «»، أن عمره 12 عامًا، ولا يرغب في شئ سوى العودة للبيت من أجل النوم، مضيفًا: «عندي بطانية نفسي أجيبها وأنا في صالة بيتنا، أبويا محبوس وأمي مابشتغلش، ومابتسيبنيش أنام في البيت».
«زياد» يرفض الفلوس
البعض حاول معرفة هل هو مشرد أو متسول، أو شيئًا من هذا القبيل، ولكن «زياد»، فند كل ذلك برفضه الجنيهات التي عرضت عليها، وحين يتم سؤاله عن الطعام، يرد قائلاً: «مش جعان دلوقتي»، رغم أن حالته البدنية يبدو عليها التعب.