«غرام في الكرنك»، فيلم مصري احتل بأغانيه وحركات أبطاله الاستعراضية، مكانة كبيرة في قلوب المصريين، وذلك منذ نعومة أظافرهم، ولكن كان للعمل الفنى صدى مختلف عند حفيد سائق حنطور أغنية «الأقصر بلدنا»، الشاب الأسمر صاحب الجلباب الأبيض الذي ردد كلمات الأغنية وراء الفنان محمد العزبي.
من هو بطل أغنية «الأقصر بلدنا»؟
ويدعى الشاب بطل أغنية الأقصر بلدنا، أبو الوفا السمطي، وهو من مواليد الأقصر عام 1939، ويعتبر من أشهر سائقي الحنطور بالمحافظة، ورغم أنه ظهر لدقائق معدودات ضمن أحداث فيلم غرام في الكرنك، إلا أن خفة ظله ونبرته الصعيدية الحادة، جعل المشهد يعلق في ذاكرة عشاق الفيلم الذي صدر في ستينيات القرن الماضي.
كواليس اختياره للمشهد
«كان لسه عريس وراجع من الإجازة»، بهذه العبارة كشف خالد حجاج، حفيد أبو الوفا السمطي، كواليس اختيار جده و20 آخرين من سائقي الحنطور بالأقصر، لتصوير مشهد الأغنية الشهيرة في فيلم غرام في الكرنك، فالتقى الرجل الذي كان مهندم الملبس وقتها بأحد مديري شركات السياحة التي لجأ إليها صناع الفيلم لاختيار المجموعة التي تشارك في الأغنية، وتابع: «كان لابس جلابية بيضة وعمة ومتشيك على الآخر، واختاروا الحنطور بتاعته يكون الأول مع 20 آخرين».
تقاضى 5 جنيهات
وبحسب الحفيد، انتظر السمطي، بفارغ الصبر، اليوم الذي تبث فيه شاشات التليفزيون فيلم غرام في الكرنك، وجمع أبناءه وأحفاده في منزله بمنطقة الكباش مع بداية الفيلم وكان يحكي تفاصيل المشهد الذي جمعه بالفنان محمد العزبي، قائلا: «طلب مني صناع الفيلم أردد مكان سكني في وسط الأقصر، وقولت أنا من الوسطى وخدت 5 جنيهات»، قاصدًا أنه من منطقة الكباش الواقعة وسط مدينة الأقصر.
العربة رقم 115
وأكد حفيد السمطي، أن الجد كان يعشق الأقصر، وكان غيورًا عليها، ويهتم بكل صغيرة وكبيرة فيها، ولم يكن يطيق النظر إذا رأى قمامة في شوارعها، كما أنه تحمل هموم الآخرين، وقضى سنواته الأخيرة في جلسات الصلح بين الناس، حتى وافته المنية في سبتمبر 2018 بمدينة الأقصر، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، الذي حرمه من استكمال رحلته في خدمة المدينة التي لم يعشق سواها، وخرجت المدينة بأكملها لتوديع جثمان أشهر سائق حنطور عن عمر ناهز 79 عاما، تاركًا عربته التي تحمل رقم 115.