| سابقين سنهم.. طالبان بالثانوية يبتكران برنامجا لإنهاء الأوراق الحكومية بالبصمة

رحلة طويلة من البحث والتجربة قضاها أحمد حاتم وستيفن وائل، 16 عاما، بعدما جمعت بينهما الدراسة وحب العلم، والرغبة في تقديم ابتكار يرفع اسم بلدهم عاليًا، فبدأوا يجتمعون يوميًا بعد انتهاء اليوم الدراسي يوميا، لمناقشة وبحث فكرتهم المبتكرة، لمساعدة المواطنين في استخراج كافة الأوراق الحكومية من خلال بصمة الأصبع، دون الحاجة إلى تقديم أي أوراق أو مستندات، لأنها ستكون مسجلة بهذه البصمة، وهو ما يوفر الكثير من الوقت والجهد والتنقل بين المصالح الحكومية المختلفة.

هوس بالتكنولوجيا منذ الصغر

وتروي «أروى» والدة أحمد في حديثها لـ «»، أنّ ابنها لديه هوس من الصغر بالتكنولوجيا، لافتة إلى أنه منذ المرحلة الابتدائية يشاهد كافة الفيديوهات الخاصة بكل ما يتعلق بالتكنولوجيا، سواء كان محتوى عربيا أو أجنبيا، حتى أن أفراد عائلته يستعينوا به عند رغبتهم بشراء أي أجهزة إليكترونية، ليندهشوا من كمية المعلومات التي لديه عن كافة الأجهزة.

سيارة تتفادى التصادم

«بحب التكنولوجيا من صغري من أول ما والدي جابلي جهاز DVD لتشغيل السيديهات وأنا 4 سنين»، بهذه الكلمات بدأ أحمد حديثه لـ «»، ليبدأ هذا الشغف يأخذ منحنى آخر بعد التحاقه بعدة دورات تدريبية بالقرية الذكية في أسيوط عن البرمجة، واشترك بعدها في أولى المسابقات التكنولوجية بمسابقة جامعة النيل التي حملت اسم «Self driving car challenge»، بتصميم سيارة دون سائق تتفادى التصادم.

المركز الثالث بمسابقة آيسف 2022

وفي المرحلة الثانوية، قام مركز التطوير بمديرية التربية والتعليم في أسيوط بعقد ندوة عن مسابقة آيسف 2022 بالمدارس، فوجد «أحمد وستيفن» ضالتهما، وتجدد شغفهما بالعلم والتكنولوجيا، بحسب ما أكد «أحمد»، وبدأوا بالاستعداد للاشتراك في المسابقة العلمية بمشروع باسم «Time is essence»، وبالفعل تجاوزا كل التصفيات، وحصد مشروعهما المركز الثالث على مستوى الجمهورية، كما حصد المركز الثاني في مسابقة المخترع الصغير.

برنامج لاستخراج الأوراق الحكومية 

وعن طبيعة المشروع، يقول أحمد إنّه عبارة عن «سيستم»، يتم من خلاله استخراج كافة الأوراق الرسمية كالرقم القومي أو رخصة القيادة أو شهادة الميلاد دون الحاجة لأي أوراق رسمية، لأنها تكون مسجلة ويمكن الكشف عنها ببصمة الأصبع، وعاود أحمد المشاركة في مسابقة آيسف 2023 بمشروع يفسر رسم القلب بالذكاء الاصطناعي، من خلال قراءة رسم القلب بواسطة الذكاء الاصطناعي وتشخيص الحالة المرضية، وعن طموحه قال: «إن شاء الله أعمل حاجة تشرف مصر».

وعن الصعوبات التي واجهها الطالبين، يوضح أحمد أنّ الصعوبة الوحيدة كانت في التوفيق بين الدراسة والمسابقات العلمية، لأنها كانت تتزامن مع الدراسة دائمًا، وهو ما أكدته «نانسي» والدة ستيفن في حديثها لـ«»، قائلة إنّ الأمر لم يكن سهلًا، والمشروع استغرق وقتا طويلا، لتجميع الإشارات والصوتيات لتكوينها، كاشفة أنها لم تكن متحمسة بداية الأمر، خوفًا تأثير المشروع بالسلب على الدراسة والمذاكرة خاصة وأن ستيفن من الأوائل، غير أنها استسلمت لشغف ابنها في النهاية، ويتم مشاركة المشروع بالمعرض التمهيدي ثم بمعرض المدرسة، وتكريمهما من العديد من الجامعات ووكيل وزارة التعليم، ويحصدا المركز الثالث في مسابقة آيسف 2022.