«إيديها تتلف في حرير»، مقولة شعبية دارجة عن المبدعين والمبدعات في صناعة الأعمال اليدوية، وهي المقولة التي تصف مهارة سارة مؤمن، إحدى أصغر صانعات الشنط الجلدية اليدوية في الإسكندرية، حيث تقوم بحياكتها بشكل يدوي تام وترسم عليها صور الأشخاص يدويًا أيضا، ومنها رسومات ملونة أو عن طريق الحفر على الجلد، ويتاهفت عليها الزبائن للحصول على هدايا تذكارية لهم أو لأصدقائهم.
داخل غرفة صغيرة تجلس «سارة مؤمن» صاحبة الـ 26 عامًا، على مقعد خشبي وبين يديها «الإبرة والخيط» تحيك بها الجلود لتحولها إلى شنطة أو محفظة، تحوي كافة الفنون الجميلة، متحدية جمود المشغولات المميكنة التي تفتقر للروح، مستغلة دراستها بكلية تربية فنية في جامعة الإسكندرية لتتمكن من تنفيذ شنط جلدية مستوحاة من التراث النوبي.
شنط يدوية مستوحاة من التراث النوبي
«طول عمري من وأنا صغيرة وأنا بحب الأشغال الفنية علشان كده كملت دراستي كلها فيها لحد الماجستير» بهذه الكلمات بدأت «سارة» حديثها لـ«»، معبرة عن مدى سعادتها لتمكنها من صناعة الشنط اليدوية التي دائمًا تحتاج إلى التدقيق والحياكة «غرزة غرزة»، فيتضاعف معه المجهود والوقت، مقابل إنتاج تحفة فنية مميزة تدوم فترة أطول وتحمل روح صانعها.
حبها للتراث النوبي وأهل محافظة أسوان، جعلها تقتبس من معالمهم وبيوتهم ليكونوا بمثابة مرجع إليها في صناعة الشنط: «تراث مبهج مليان بالالزاهية اللى بتجذب عيون أي حد بيشتري»، فأنشأت الفتاة العشرينية صفحة على الموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لتتمكن من الترويج لمنتجاتها بشكل يجذب الجمهور، ولم تمر فترة كبيرة حتى انجذب الناس إلى إبداعتها وحرفيتها في تصميم الشنط الجلدية.
أدوات تصنيع الشنط اليدوية
«صبغات كحولية، خيوط ملونة، أسلاك معدنية، وإبرة» أدوات تجمعها «سارة» أمامها قبل أن تبدأ في تصميم منتجاتها من الشنط والمحافظ الجلدية، لإيمانها أن قيمة المشغولات اليدوية الجلدية لها قيمة أكبر عن المنتجات المستوردة أو المصنوعة من الجلد الصناعي.
أمنيات عديدة تدور في ذهن الفتاة العشرينية، في مقدمتها أن تتمكن من فتح مكان خاص بعملها لتستطيع عرض منتجاتها خاصة مع صعوبة التسويق الذي تواجهه في بعض الأحيان، كما تأمل أن تشارك في معرض ديارنا: «نفسي السياح يتفرجوا على الفن والتراث بتاعنا».