الفنانة سارة يوسف
في الوقت الذي تحمل فيه أي طفلة دميتها لتلعب بها كما هي العادة، جلست الطفلة سارة ممسكة بقلم رصاص لترسم «شخابيط» على ورقة بيضاء، لكن تلك الرسومات كشفت عن ميلاد فنانة مصرية فيما بعد، حيث لاحظت والدتها ذلك وتنبأت بأن ابنتها ستكون فنانة لها شأن.
استمرت الطفلة في نبوغها الفني، وشاركت في المسابقات المدرسية لتحتل مراكز متقدمة فيها قبل أن تحقق حلم حياتها بالالتحاق بكلية التربية الفنية جامعة حلوان لتصقل الموهبة بالدراسة.
هذه هي سارة يوسف، الفنانة التشكيلية منذ طفولتها، والتي حكت قصة نبوغها الفني لـ«»، قائلة «غرامي بالفن منقطع النظير جعلني أقضي كل ما كان لدى من وقت الحصص المدراسية الفارغة ووقت منتصف اليوم الذي يقضيه الجميع في اللعب والمرح كنت أذهب إلى غرفة الرسم أقضي وقتي هناك لأني أجد مرحي في الرسم».
هكذا قضت «سارة» طفولتها البريئة ممسكة بقلم الالرصاص ثم الالفلوماستر قبل أن تنتقل للالمائية والفرشاة في كلية التربية الفنية، لتبدأ طريق وصفته بأنها كانت تبغي من خلاله «أشبع شغفي للفن.. لكن الشغف لا ينتهي في الفن وشغفي حيال الفن جزء مني أعيش به ولا نهاية له وهو عملي الأساسي وسيظل إلى أن أفنى».
ونظرًا لوجود مئات الرسامين والرسامات الموهوبين، اختارت سارة يوسف التميز عبر استخدامها «السلك» لتبدأ تشكيلها رغم الصعوبات التي واجهتها في البداية بسبب صعوبة التعامل مع خام السلك والذي سبب جروح في يديها، مما جعلها تتحدى من جرح يديها وتصر على تشكيله حتى نجحت.
تقول سارة يوسف «أنا اتميزت بالنحت بخامة السلك ولم يتم تدريسها لي في سنوات الدراسة، وحبي لخامة السلك جعلني أعرف أسرارها، وكان مش من السهل التعامل معاها في البداية لكثرة الإصابات والجروح بسببها، لكن حبي الشديد للخامة السلك كان دافع لي لاستمرار لأني أجد المتعة وأنا أقدمها كـ أعمال نحتية، وهو تحدي يبدأ مع كل عمل، واختياري لمجال النحت سببه الحب وإني بستمتع بكل تحدي جديد في تشكيل خامة السلك صعبة التشكيل».
تعرّف سارة يوسف نفسها بأنها «فنانة عاشقة لكل أنواع الفنون ومتذوقة للفن»، رغم تخصصها الحالي في مجال التشكيل المجسم بالوسائط الصناعية بخامة السلك الشبك.
تعمل سارة يوسف برؤية فنية وفلسفة لتماثيلها، «رؤيتي الفنية لمعالجات السلك من خلال إعادة إحيائها مرة أخرى كـ هيئة أساسية لبناء وتشكيل العمل النحتي، ومنهجي قام على عملية الاختراق البصري للأجسام من العمليات الفنية التي ابتكرتها تقنيات فنون الحداثة برؤية متناسقة ومتوافقة مع الثقافة المعاصرة القائمة على مرجعيات المعرفة العلمية ومنهجها البحثي التجريبي».
منذ عام 2010 وحتى الآن، شاركت سارة يوسف في عشرات المعارض الفنية، كما توجت بعدد كبير من الجوائز منها المركز الأول في مسابقة المجلس القومي للمرأة عام 2016، والمركز الأول في مسابقة الفنون التشكيلية بوزارة الشباب، عامي 2013 و2011، بالإضافة لحصولها على منحة التفرغ من وزارة الثقافة لعام 2020 – 2021.
تزوجت سارة من فنان زميل لها، وأنجبت طفل تعتبره حاليًا أيقونة أعمالها الفنية وأساس أفكارها، متأثرة به معربة عن أمنيتها في أن تستمر في الفن ولا تتوقف عنه، لأنه حياتها التي تجد سعادتها فيها.