| ساعة إجابة بتوقيت الثانوية العامة.. كواليس لحظات حب وقلق عاشتها الأمهات

عقارب الساعة تقترب من الثامنة والنصف صباحا، السكون يسود شارع طنطا رغم زحام الأرجل أمام بوابات مدرسة الأورمان الإعدادية الثانوية بنات، الكل في حالة تركيز شديد، طالبات يلقين النظرة الأخيرة على بعض عبارات من كتاب، وأخريات تتلقى وصايا الأسرة قبل دخول اللجنة بضرورة التركيز الشديد، الأمهات يرددن الأدعية والآيات القرآنية، والآباء يرفعون أيديهم إلى الله، راجين التوفيق لأبنائهم في أول أيام امتحانات مواد الثانوية العامة المضافة للمجموع.

عيون تراقب الفتيات أثناء دخولهن اللجان، وقلوب تدق خوفاً وقلقاً، ولسان يتمتم بالدعاء تلك المشاهد التي سادت الأجواء أمام المدرسة لـ 30 دقيقة كاملة من بدء الامتحان، ليبحث الجميع عن أماكن تحميهم من أشعة الشمس الحارقة بعدما بذل كل منهم مجهوداً مع أبنائه ما بين السهر أمامهم من الليل أو حتى مشاركتهم في مراجعة النقاط المهمة أمام بوابة المدرسة.

 

دموع وقلق بين أهالي طالبات الثانوية العامة

لم يكن هناك فرق بين أم وأب في الدعاء والقلق أو حتى في الدموع التي ذرفت توسلاً إلى الله لتيسير الامتحان لبناتهم وطلاب الثانوية العامة، مرت 60 دقيقة لتحاول بعض الأهالي في تشتيت جل تفكيرهم بالامتحان ولو لدقائق معدودة، فبدأت كل أم في مشاركة الأخرى الحديث عن الصعوبات والمتاعب والمعاناة التي عاشتها مع نجلتها، فضلاً عن كم المصاريف التي أنفقتها على دراستها والتي كانت تدخرها لها من مصروف المنزل الخاص.

   

عيون ضاحكة لسهولة الامتحان وأخرى دامعة

مر من الوقت 3 ساعات ليدق الجرس، معلناً عن انتهاء وقت الامتحان لتخفق القلوب وتتسارع نبضات الأهالي خوفاً وقلقاً على بناتهم، فوقف الجميع في ترقب شديد، وتبحث العيون عن الأبناء، بعد دقائق قليلة خرجت الطالبات واحدة تلو الأخرى بينهم الضاحكة والباكية.

 

كانت الفرحة السائدة في المكان

حالة من الفزع أصابت الجميع برؤية بعض الطالبات يذرفن الدموع وتخشى كل أسرة أن تكون من بينهن ابنتها، إلا أن الشعور الذي كان سائداً بشكل أكبر هو الفرحة العارمة التي كست وجوه الطالبات اللاتي أسرعن في عناق الأهالي عناقاً حاراً كوسيلة لبث الطمأنينة في قلوب الأهل ومشاركتهم الفرحة. 

وسط كل هذه الأجواء وتلك المشاهد العديدة المختلفة ما بين الفرحة والحزن تحدثت «» مع معظم الطالبات وأولياء الأمور، لتجيب على السؤال الأهم «الامتحان كان كويس ولا فيه حاجات صعبة؟» لتجيب إحدى الفتيات بسعادة تكسو معالم وجهها «الامتحان كان سهل جداً الحمد لله وكل اللي ذاكرناه جه».

 

امتحان في مستوى الطالب المتوسط

أسرعت حنين في خطواتها إلينا لتشارك الفتاة السابقة في رأيها «الامتحان كان حلو وفي مستوى الطالب المتوسط وحتى التركات مكانتش صعبة أوي ربنا يبارك للي حط الامتحان طمنا عشان نقدر نكمل اللي جاي». 

ولكن مثلما رسمت الفرحة الابتسامة على وجوه البعض، كان البعض يذرف الدموع في حضن الأهالي وسط محاولة الأهل في التخفيف من حدة الأمر وطمأنة الأبناء بأن الثانوية العامة ليست نهاية المطاف بل بداية الحياة لتقول أمل وسط دموعها «أنا ذاكرت حلو جداً بس ما قدرتش أحل في الامتحان وكمان لقيت تركات في النحو خوفتني». 

سؤال حيَّر جميع طلاب الثانوية العامة

مجموعة كبيرة من الطالبات تجمعن حول بعضهن البعض في تبادل الإجابة على السؤال الذي حيَّر الجميع من طلاب الثانوية العامة اليوم في امتحان مادة اللغة العربية «تلت التسعة كام؟» لتقول إحداهن «أنا عمري ما شوفت سؤال محيِّر زي ده يعني سايب الجمع والمضاد وجايبلنا سؤال حساب طب أنا داخلة أدبي عشان الرياضة يجيلي ليه حساب في العربي؟» لتتعالى ضحكات الجميع ويشاركها في الإجابة بعض الطالبات اللاتي لم تجمعهن إجابة واحدة فلم تعلم أي منهن ما هو الصواب.