| «سامح» حقق حلم هندسة بعد 24 ساعة رعب: «النت علق وافتكرت نتيجتي اتحجبت»

منزل بسيط، هيمن سكون الليل على أركانه، انطفأت جميع أنواره إلا من ضوء طفيف، نابع من مصباح أعلى مكتب متواضع، يجلس عليه «سامح»، طالب بالمرحلة الثانوية العامة، يذاكر دروسه أملا في التفوق، أمامه جمله كتبها بخط يده على مكتبه «إن شاء الله هدخل هندسة»، وفي قلبه أمنية دائمة بالالتحاق بالكلية، وعلى لسانه دعوة لربه لا تجف، يستغل الليل وهدوء منزله من صخب العائلة، ليتمكن من المذاكرة بشكل أوضح، تمر الساعات وتتوالى الأيام، ويحين موعد النتيجة، ينتظر مكافأة على اجتهاده طيلة الفترة الماضية، واستجابة ربه لدعوته، ولكن تحدث المفاجأة.

ساعات قضاها الطالب سامح سعيد في البحث عن نتيجة الثانوية العامة الخاصة به، لم يسعفه الإنترنت المنزلي فنزل إلى مركز الحاسب الآلي «سايبر»، القريب من منزله، ولكن الوقت يمر ولا يوجد جديد، يضع رقم جلوسه فلا يظهر له شيء، وبداخله سؤال يكاد يفجر عقله من التفكير، ما الذي يحدث؟، ولماذا لا تظهر نتيجيته مثل أقرانه من طلاب الثانوية العامة؟

يروي ابن الزقازيق لـ«»، تفاصيل 24 ساعة من التوتر والقلق، مرت عليه منذ ظهور النتائج ظهر الثلاثاء، وحتى صباح أمس الأربعاء، قضى الليلة في التفكير ولا يدري ما يحدث: «في مؤتمر الوزير طارق شوقي، قال إن الطلاب اللي غشوا نتيجتهم هتتحجب، وأنا كل اللي في دماغي إنهم اعتبروني غشاش ونتيجتي اتحجبت، ومش عارف أعمل إيه، من حسن الحظ إن كان فيه فرح في العيلة وأهلي اتلهوا فيه، وأنا بلغتهم إني هجيب النتيجة بكره في الروقان أفضل».

مرت ساعات الليل ثقيلة على «سامح»، حتى أنه لم يجرب البحث عن النتيجة من هاتفه المحمول، يخشى أن تكون إجاباته تشابهت مع غيره، ولا يريد أن يره أحد من أهله في موقف الغشاش، خاصة بعد اجتهاده وتعبه في المذاكرة، فقط جالت في باله فكرة، اقترح على صديق له أن يكتب على أحد «جروبات فيس بوك»، اسمه ورقم جلوسه، ويطلب من أعضاء الجروب أن يبحثوا عن النتيجة بالبيانات المطروحة، وبعد دقائق اطمأن أن صديقه فعل ما أمره به، وخانته عيناه وخلدت للنوم، ليستيقظ على مفاجأة سعيدة غير متوقعة.

فرحة «سامح» بقت الضعف.. سعادة بالنتيجة وبالمفاجأة 

هاتف طالب مدرسة مشتول القاضي ظل يرن كثيرا حتى أيقظ صاحبه مبكرا، وإذا بصديقه يصرخ على الجانب الآخر ويقول له، «جبت 81.5%، هتدخل هندسة يابن المحظوظة»، لم يستوعب «سامح» ما قاله صديقه، وسأله من أين علم بذلك؟، فعلى الفور أرسل له تعليقات المنشور الذي كتبه ببياناته، فأرسل له تعليقات الناس التي وضعت له صورة من نتيجته بالبيانات الكاملة.

سعادة الطالب تضاعفت عن العادي، منذ ساعات كان يعتقد حجب نتيجته، ولكن جدعنة «أصحاب الفيسبوك»، جعلته يتمكن من معرفة نتيجته، ليكتشف في النهاية أن حقيقة الأمر ترجع إلى أن «النت كان معلق في السايبر اللي تحتنا وعمل كده مع كذا حد، الحمد لله حسب كلام الدكتور طارق إن هندسة هتاخد من حاجة وسبعين في المية، فأنا كده هحقق حلمي وأكون البشمهندس سامح».