لا يمكن أن تُمحى صور يوم 11 سبتمبر 2001، المفزعة والعنيفة والشبحية الضخمة من الذاكرة، إذ جرى توثيق لقطات لا حصر لها للهجمات التي ضربت برج التجارة العالمي وأهدافًا أخرى بالولايات المتحدة الأمريكية في ذلك اليوم، من خلال المصورين الصحفيين والمارة، وأول من توجهوا لمواقع الهجمات.
حكاية 18 يومًا قبل انهيار برج التجارة العالمي
قبل 18 يومًا من انهيار مركز التجارة العالمي، كان صباح يومًا صافيًا وشمسه مشرقة، كونه أحد الصباحات الخريفية المثالية التي تصبغ ضاحية مانهاتن، وثق سامح الريدي صورة مهمة بالنسبة له أعلى مركز التجارة وتحديدًا في يوم 24 أغسطس 2001، شاركها عبر هاشتاج «مكان اتصورت فيه»، والذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، وتسابق الكثيرون في نشر صورهم للأماكن السياحية والترفيهية التي زاروها في مختلف دول العالم.
يروي «الريدي»، لـ«»، كواليس الصورة التي التقطها قبل 18 يومًا من انهيار مركز التجارة العالمي، إذ كان برفقة أصدقائه وقرروا الصعود أعلى البرج ووثق بعض الصور ثم سرعان ما توجهوا إلى خارج المركز لتناول الغداء قبل العودة إلى منازلهم: «الواحد ساعتها مكانش في دماغه أي حاجة ممكن تحصل زي كدا».
سامح الريدي، الذي كان عمره 30 عامًا في ذلك الوقت، حينها كان يعمل بإحدى شركات الطيران الأميركية في مصر، وسافر إلى الولايات المتحدة لحضور دورة تدريبية، وبعد إنهائها قرر أن يُجري زيارة إلى 7 ولايات مختلفة برفقة صديقه وزجته، بحسب حديثه لـ«»، لتنتهي رحلته ويعود إلى مصر في يوم 31 أغسطس 2001.
حزن يسيطر على «الريدي» بعد أحداث 11 سبتمبر
يوم الحادث، الذي أعقب عودته إلى مصر، فوجئ «الريدي» بلقطات مرعبة تذاع على التليفزيون توثق لحظات ارتطام الطائرتان ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك: «لما شوفت اللي حصل كان عندي مشاعر متضاربة ما بين مخضوض من اللي حصل وزعلان على حاجة كنت في يوم من الأيام فوقها وبتصور ويحصلها كدا، وفي نفس الوقت حمدت ربنا أنه محصلش وأنا هناك.. الواحد كان بيتخيل لو هو كان فوق وقت اللي حصل، وشاف طيارة تحت بتخبط البرج فطبعًا بحمد ربنا أنّه نجّانا منها وأننا رجعنا بدري».
عبر سامح الريدي عن الحزن والأسى الذي لاحقه بعد أحداث 11 سبتمبر، خاصة وأنّه كان ينوي السفر إلى أمريكا وزيارة برج التجارة العالمي مرة أخرى: «أي مكان الواحد بيزوره بيكون ليه معاه ذكريات حلوة، فلما تلاقي أحد الأماكن دي انهارت ومبقتش موجودة ده بيضايقك حتى لو كانت بلد غير بلدك، لأنك في يوم من الأيام ممكن تحب تروح تاني وتتصور في نفس المكان التاني بس خلاص المكان ده مبقاش موجود».