يخرج في الصباح الباكر ليهيم في الصحاري الواسعة حاملًا عصاه وبعض الأدوات البسيطة الأخرى التي يستخدمها في اصطياد الحيوانات والثعابين مختلفة الأنواع، ليعود بها آخر اليوم ويحفظها في صناديق خشبية داخل مزرعته بغرض تربيتها والاتجار فيها.. هكذا يقضي الشاب العشريني سامي محمد العقباوي يومه، بعد أن توارث تلك الهواية عن أبيه، وبدأ في ممارستها وهو في العقد الأول من عمره.
روى «سامي العقباوي»، صاحب الـ23 عامًا، في حديثه لـ«»، أنه توارث هواية اصطياد وتربية الحيوانات والثعابين عن والده، مُضيفًا أنه بدأ في ممارستها وهو في العقد الأول من عمره، بعدما أصر أباه على تشجيعه وإكسابه هذه المهارة: «من وأنا عندي 8 سنين والدي كان بيخليني أمسك التعابين اللي مش بتعض وغير السامة، وكنت بمسكها خوفًا منه»، لافتًا إلى أنها مع الوقت أصبحت هواية بالنسبة له، وبدأ يتعلم كيفية الإمساك بالثعابين السامة والتعامل معها بحرفية وشجاعة.
بعض الحيوانات والزواحف التي يربيها «سامي العقباوي»
«بربي أنواع كتير زي التعالب والتعابين والعقارب والضفادع والسحالي ومجموعة من الأنواع الأخرى»، قالها «سامي العقباوي»، ابن محافظة الجيزة، الذي لفت إلى أنه أثناء تعامله مع العقارب لُدِغ أكثر من 5 مرات، إلا أنه يُجيد التعامل مع لدغتها ويعرف بروتوكول العلاج، كما أشار إلى أنه أصبح الآن يمتلك القدرة التي تُمكنه من معرفة نوع الثعبان وهل إذا كان سامًا أم لا بمجرد رؤيته، كما أضاف «العقباوي» أيضًا أن هناك توزيع جغرافي للثعابين يساعده على معرفة نوعها، ضاربًا مثال بأن ثعبان الكبرى المصرية توجد في المساحة الجغرافية بين أسيوط وإسكندرية، وأنها لا تبخ السم، وإنما تتميز بلدغة قوية ومُميتة: «أول ما بتعض بتدي الجسم سم عصبي بيشل حركته، وكمان في الكبرى البخاخة ودي موجودة من أسيوط لأسوان وعضتها بسيطة إنما بتبخ السم في العين علطول».
من أخطر أنواع الثعابين التي تعامل معها «العقباوي»، هو الحية الغريبة السوداء والحمراء، حيث ذكر أنها تعد الحية الأخطر على مستوى العالم، ولدغتها تُسبب سيولة فورية في الدم ما يؤدي إلى الوفاة: «أنا بصيد الأنواع دي وأحفظها عندي وأبيعها للكليات أو أصدرها للخارج»، مُضيفًا أن في يوم الصيد، يخرج للتجول في الصحراء بداية من الصباح وحتى قدوم الليل، ولا يحمل معه سوى عصا وأدوات بسيطة، كما أوضح أنه يعمل أيضًا في تطهير الأراضي الزراعية من الثعابين السامة والضارة.
سامي العقباوي: بحلم بإنشاء مزرعة كبيرة وتكوين فريق عمل
رعاية كاملة يوفرها الشاب العشريني، الذي تخرج في معهد فني صناعي، لكل هذه الحيوانات والزواحف التي يُربيها في مزرعته الصغيرة، كما يهتم دائمًا بالتواصل مع أطباء متخصصين لتوفير الرعاية والمتابعة الصحة لها، بحسب توضيحه، مُضيفًا أنه يتمنى إنشاء مزرعة كبيرة فيما بعد ويكون لديه فريق عمل كامل مؤهل لهذا العمل.