لم تخجل «فتحية» سائقة التوكتوك، من النشاط الذي تمارسه يوميًا، أو تستسلم للأوضاع المعيشية القاسية، التي لا يستطيع الكثير الوقوف أمامها، من أجل لقمة العيش، فهو السبيل الوحيد لمواجهة أعباء الحياة، والإنفاق على أسرتها التي تعولها بعد انفصالها، رغم ما تتعرض له من عبارات تحمل معاني التنمر، كونها تمتهن مهنة خاصة بالرجال.
فتحية رمضان، سائقة التوك توك، لديها 3 أبناء، زوجت ابنتها الكبرى «ميادة»، تنفق على حسن وشقيقه التوأم حسين، 15عاما، تحكي لـ«»، قائلة: « تزوجت وكان عمري 20 عاما، وأنجبت 3 أولاد، وانفصلت عن زوجي، وترك أولاده الصغار لي، ولم ينفق علينا، فتزوجت من رجل آخر، سائق توك توك، ساعدني في تربية أولادي، أوقاتا كثيرة كنت بركب التوكتوك فسحة، حتى تعلمت كيفية القيادة».
زوج «فتحية» الثاني كان بمثابة يد العون لها ولأبنائها، فلم يتوقف دوره على تعليمها «السواقة»، بل رفع عن كاهلها مسئولية أبنائها وتكفل بمصروفاتهم لفترة طويلة، مضيفة: «نزلت اشتغلت أول مرة في 2015، كنت جايبة توك توك بالقسط، ودفعت مقدم 9 آلاف جنيه، ومتفقة مع صاحبه أكمل الباقي تقسيط، ولما قصرت في التقسيط كام شهر، قام صاحب التوك توك أخده منّي وما رجعليش المقدم، فقعدت من الشغل وجوزي كده كده بيصرف عليّا أنا وولادي».
«أنا بطلع من نقرة أقع فى دوحديرة». بتلك العبارة عربت السيدة عن كم المآسي التى تعرضت لها طيلة حياتها، قائلة: «بعدما توقفت عن العمل، انفصلت عن زوجي الثاني، انسدت كل الطرق أمام وجهي، فقررت الرجوع للعمل مرة ثانية، وبالفعل اشتريت توك توك مستعمل بـ44 ألف جنيه، دفعت 8 آلاف مقدم، والباقي يقسط شهريا بمبلغ ألف ونص».
سائقة التوكتوك: «مبسوطة إن ربنا بيرزقني»
وأضافت «فتحية»: «اللي مصبّرني إنه فيه ناس بتقول لي كلام كويس، إنتي جدعة، مجتهدة، بم،100 رجل، وفى كلام سخيف بتاع العيال الصغيرة، اِلحق يا واد بص ست راكبة توك توك، جالي فترة اتخنقت بس مفيش مصدر رزق غير ده، خصوصا بعد ما حسن عمل حادثة، بقيت أنا وأخوه نقسم التوك توك نظام ورديات بيننا، بيطلعلي في اليوم من 150 لـ200 جنيه، ومبسوطة إن ربنا بيرزقني».