منذ طفولته يعاني جسده من تآكل الأعصاب وضمور في العضلات، فلم يدرك أن المرض اللعين سيقف عائقًا أمام موهبته الفذة، إذ حرمه من استكمال رحلته التعليمية الجامعية، ورغم ذلك لا يستسلم لوجعه وآلامه، ويتوقف عن الرسم ليحقق ذاته، متمنيًا أن تصل موهبته للناس، ويصير رسامًا مشهورًا في يوم من الأيام.
اكتشاف المرض في الثاني الابتدائي
سراج شاب، 20 عامًا، من مواليد المحلة الكبرى، اكتشف مرضه وهو في الصف الثاني الابتدائي، فمنذ نعومة أظافره كان غير قادرًا على المشي طبيعيا كبقية الأطفال، إذ كان يسير على أطراف أصابع قدميه، لكنه يسقط كثيرًا، فقرر أبويه الذهاب لأطباء متخصصة في ذلك الأمر لمعرفة أسباب ما يحدث لصغيرهما، فاكتشفوا أنه مريض بـ«الدوشين»، حتى تدهورت حالته الصحية ليصبح قعيد على كرسي متحرك.
موهبته اكتشفت منذ أكثر من 7 سنوات، عقب تركه للتعليم بعد حصوله على الشهادة الإعدادية، ليقوم برسم أشياء بسيطة مثل الكارتون ورسوم الكاريكاتير، ساردا لـ «»: «كان رسمي وحش لكن قعدت اتفرج على فيديوهات على اليوتيوب لحد ما حسنت من مستواي في الرسم»، معربا عن هدفه أن يطور من نفسه أكثر من ذلك، لتعرفه كل الناس لتقدر مجهوده المبذول أثناء الرسم.
يناشد سراج المسؤولين بالاهتمام بمتحدي الإعاقة، قائلا: «نفسي يكون عندنا أماكن تناسبنا واللي يكون عندهم مواهب يساعدونا ننشر أعمالنا فيها»، موضحا الصعوبات التي تواجهه خلال الرسم، «أنا بتعب جدا عشان مش بقدر أرفع إيدي من مكانها لأنها مقفولة عشان كدة ببذل مجهود كبير في الرسمة»، معربا عن سعادته الكبيرة أثناء الرسم، لأنها مصدر فرحه حاليًا.
من صغره كان لا يستطيع الحركة، فهو قعيد على كرسي متحرك منذ الصف الثاني الابتدائي، فبسبب مرضه يواجه الشاب العشريني صعوبات حركية متنوعة، فهو غير قادرا على تحريك ذراعيه أو قدميه، ومع مرور الوقت تتفاقم حالته بطريقة قد تسبب له إعاقات حركية كما هو حال سراج حاليا، بالإضافة لمضاعفات صحية عديدة، حسبما قال والده.
حلمه يأكل ويشرب بمفرده، إذ يقول والده: «بحطله القلم في إيده عشان يرسم ولما يتعب يقول شيل القلم يا بابا»، موضحًا أنه يقوم بالرسم في حوالي 5 أو 6 ساعات، من الممكن الإنسان السليم يرسمها في 3 ساعات، مضيفا: «سراج لو بيتحرك شوية هيبقا حاجة كبيرة قوي عنده إرادة وعزيمة مش طبيعية بس هو اللي خانقه قلة الحركة»، متمنيا من الله أن يشفيه ويعافيه، لأن كل ما يتمناه أن يأكل ويشرب بمفرده دون مساعدة أحد، فهو لا يتحكم في يده إطلاقا، «غير سبحان الله وهو بيرسم»، معرباَ عن أمنيته أن وزارة الصحة المصرية تهتم بحالة ابنه.