| سر برج خشبي غامض على سطح منزل قديم بالقاهرة.. تكييف العصر العباسي

على أسطح أحد المنازل القديمة في القاهرة وتحديدًا في منطقة الدرب الأحمر، تطل بتصميمها الغامض وطرازها الفريد الذي ينتمي إلى التصميم العمراني التقليدي في مصر وسط تساؤلات من المارة وسكان المنطقة عن سر هذا التصميم الذي يبدو وكأنه يحمل رسائل خفية منذ زمن بعيد.

ما طبيعة البرج الخشبي الغامضة؟ 

وعن هذه القطعة الخشبية علق مصطفى الكاشف الباحث في العمارة الإسلامية قائلًا، إنها نوع من الملاقف أو البراجيل أو الباذهنجات، وهي مسميات دخلت مصر في العصر العباسي وعصور مختلفة وتساوي في الوقت الحالي المراوح والتكيفات وكانت متواجدة في كل منزل أو مستشفى ورغم بساطتها، إلا أنها كانت تلبي حاجات الناس في مواجهة درجات الحرارة المرتفعة، وهي عبارة عن أبراج وقطع خشبية مقببة تحتوي على فتحات واسعة لجلب الهواء البارد من الخارج. 

كيف واجه المصريين الحر قبل المراوح والتكيفات؟

وأكد الكاشف في تصريحات خاصة لـ«»، أن العمارة المصرية حافظت على نظام الملقف حتى نهاية الدولة العثمانية، وكان هناك اهتماما بتوفير مساحة واسعة لصحن المنزل والصالة والسقف المرفوع على أربعة أعمدة، بالإضافة إلى فتحات للإضاءة والتهوية ومع بداية القرن العشرين تجاهلت العمارة المصرية إلى حد كبير التصميمات المنزلية المتعلقة بالتهوية واعتمدت على أساليب حديثة مثل المراوح والتكييفات.

وترصد «» أشهر ملاقف الهواء في مدينة القاهرة وفقًا لكتاب «القصور والبيوت المملوكية في القاهرة» للباحث غزوان ياغي. 

ـ يحتوي مسجد الصالح طلائع في الدرب الأحمر على واحد من أقدم ملاقف الهواء ويقع في منتصف زواية المسجد ويحتوي على مشربية ونافذة ويحرص المصلون على الجلوس أسفله للاستفادة من الهواء البارد.

ـ يوجد ملقف هواء في مسجد الناصر محمد بن قلاوون في شارع المعز ويتميز بتصميمه الهندسي الجميل، حيث يكون طويلًا نسبيًا ومربع الشكل.

ـ وتوجد ملاقف هواء أخرى مثل ملقف مدرسة الكاميلية في شارع المعز ويحتوي على ثلاث نوافذ كبيرة مفتوحة دائمًا ويستخدم رواد المسجد هذا الملقف للجلوس تحت النافذة للاستمتاع بالهواء البارد.

ـ هناك عدد كبير من منازل القاهرة القديمة تعلوها ملاقف الهواء ويمكن تصنيفها إلى أنواع مختلفة بما في ذلك الملاقف الأحادية الاتجاه والملاقف المتعددة الاتجاه.

ـ ويتم في بعض الأحيان تجهيز هذه الملاقف بسلك ناعم أو خشن لتصفية الهواء من الأتربة والشوائب.