زحام شديد أمام أحد المحال في مدينة تلا بمحافظة المنوفية، يصطف المواطنون طوابير لشراء اللحوم من جزارة تعلوها لافتة «الحاج أحمد الصرصار»، يبدو الاسم غريبًا من الوهلة الأولى، ويتنافى مع هذه الأعداد التي تشتري عن ثقة دون خوف أو قلق أو حتى الاشمئزاز من الاسم.
«أحمد الصرصار».. على الرغم من قلق الناس بالاسم، إلا أن الجميع يتهافتون عليه فهو أشهر محل جزارة في المنوفية، ويشهد إقبالًا كبيرًا يكاد لا ينقطع: «المحل ملقب بالصرصار، في الأول الناس بيستغربوا الاسم وبعد كده بيجربوا اللحمة».
«المعلم صرصار»: مش بتضايق من الاسم
يحكي الحاج أحمد الصرصار، أنه لا يشعر بضيق من غرابة الاسم، بالعكس يشعر بفرحة لأن هذا الاسم الغريب هو سبب شهرة محل الجزارة الذي ورثه أبًا عن جد: «إحنا من زمان في المهنة دس بقالنا 120 سنة، من أيام ما كان كيلو اللحمة بـ190 صاغ، أنا لوحدى شغال في المهنة دي من 50 سنة، والناس كلها عارفاني، وعارفة إن المحل من قديم الزمن».
ذاع صيت المحل خارج حدود المنوفية، وأصبح له زبائنًا من محافظات مجاورة: «في الأول أي حد غريب بيستغرب الاسم، لكن لما بيدوق لحمتنا بيعرف إننا أصل اللحمة، وشغالين فيها من زمان»، موضحًا أن سبب تسمية والده باسم «الصرصار» هو الخوف عليه من الحسد: «زمان كانت الناس بتسمي أسماء غريبة عشان المولود يعيش، بيقولوا إن الاسم الوحش بيخلي صاحبه ما يتحسدش».
سعر كيلو اللحم
يبيع «صرصار» كيلو اللحم بـ160 جنيها وهو أقل من أسعار محلات الجزارة في الخارج: «أنا ببيع بما يرضي الله وبشتري حاجات نضيفة، يعني لو العجل فيه أي مشكلة مقربش عليه، اشتري نضيف وأدبح في المجزر، ولحمتي كلها عليها الختم وتاريخ الدبح»، مشيرًا إلى أنه كان يعمل منذ أن كان سعر كيلو اللحمة بـ190 صاغ ثم ارتفع السعر إلى جنيهين: «شعارنا تعالى كل بقلب جامد ميهمكش».