قذيفة الياسين
منذ تنفيذ عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر الماضي، بدأت توافد العديد من الأسماء الجديدة التي خصصتها الفصائل الفلسطينية لأسلحتها أو عملياتها فمنها ما يذكر بآيات من النصر في القرآن الكريم، ومنها ما يذكر بأسماء الشهداء في المقاومة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومنها ما يُخلد أسماء المدن الفلسطينية، وكان آخرها العبوة محلية الصنع «شواظ» التي نسفت الدبابة «ميركافا» التي يصفها العدوان بأنّها لا تُقهر.
أسماء أسلحة مقتبسة من القرآن الكريم
وهناك العديد من الأسلحة التي اقتبست الفصائل الفلسطينية تسميتها من آيات القرآن الكريم، فـ بحسب مؤسسة الدراسات الفلسطينية اتصلت الحروب لدى الفصائل الفلسطينية بالبعد الديني والفكري، ففي تسميات الأسلحة لوحظ انتقاء واعٍ واختيار كلمات ذات دلالة واضحة لغةً وأثرًا من القرآن الكريم؛ تكثيفًا لمعنى اسمها، وزيادة في رمزية الكفاح ودلالة خلفية المعركة، ومن ذلك:
– شواظ: وكلمة شواظ تعني اللهب الأخضر المنقطع من النار، واللهب الذي لا دخان له، ووردت في قوله تعالى من سورة الرحمن: «شواظ من نار ونحاس»، وتعتبر «شواظ» عبوة ناسفة محلية الصنع، دخلت الخدمة في انتفاضة الأقصى عام 2005، ومرت بمراحل متطورة بدءًا من «شواظ 1» حتى وصلت إلى «شواظ 7» العبوة الأقل وزنًا والأكثر تطورًا التي تحتوي على مواد شديدة التفجير.
– رجوم: منظومة صواريخ رجوم عبارة عن صواريخ قصيرة المدى من عيار 114 ملم، وهي المنظومة التي استخدمتها الفصائل الفلسطينية أثناء تنفيذ عملية «طوفان الأقصى»، والاسم له دلالة دينية وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم بسورة الملك: «وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ، وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ» أي شهب من نار تصيب الشياطين.
– مُتبر: ومتبر هو نظام صاروخي محلي الصنع ومضاد للطائرات، وهو من بين الأسلحة الجديدة التي أدخلتها الفصائل الفلسطينية إلى المعارك، وتعتبر الكلمة ذات دلالة دينية، لما قاله سبحانه وتعالى عن وعد الآخرة وزوال دولة الاحتلال في سورة الإسراء: «وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا» والتّتبير هنا معناه الإهلاك والتدمير، وفي الآية الكريمة بسورة الأعراف: «إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ».
– أبابيل: وهي عبارة طائرة دون طيار يُرمز إليها بـA1، وهي محلية الصنع جرى تصنيعها على يد المهندس التونسي الشهيد محمد الزواري، ودخلت الخدمة أثناء معركة العصف المأكول عام 2014، والكلمة أيضًا لها دلالة دينية، وورد ذكرها في سورة الفيل في قوله تعالى: «وأَرسَل عَليْهِم طَيرًا أَبَابيل».
– سجيل: وصاروخ سجيل يرمز إليه بـS55، ودخل الخدمة في الحرب الثالثة عام 2014، ويبلغ مداه 55 كيلومترا، وورد ذكره في القرآن الكريم بسورة الفيل: «ترمِيهم بحجارةٍ من سجيلٍ، فجعلَهُمْ كَعصفٍ مَأكول».
– هدهد: وهي طائرة الاستطلاع المسيرة التي تستخدم لمهام الاستطلاع والكشف والتصوير، وأطلقت عليها الفصائل الفلسطينية هذا الاسم تيمنا بهدهد النبي سليمان عليه السلام الذي ورد ذكره في سورة النمل في قوله تعالى: «وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ».
– عاصف: والطوربيد العاصف يعتبر أحد أهم الأسلحة البحرية التي تمتلكها الفصائل الفلسطينية، ويشكل خطرا حقيقيا على سفن جيش الاحتلال، ويؤدي إلى إحداث خسائر بشرية ومادية كبيرة، والاسم له دلالة دينية وورد ذكره في سورة يونس في قوله تعالى: «جَآءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَآءَهُمُ ٱلْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ».
أسماء أسلحة مقتبسة من أسماء الشهداء
وسبب إطلاق أسماء الشهداء على أسماء الأسلحة يأتي نابعًا من الأدبيات الإسلامية، يقول الله تعالى: «ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون»، وهو ما جعل الفصائل الفلسطينية تُكشف حضور الشهداء في معاركها المستمرة، من خلال استدعاء أسمائهم في المعارك، عبر إطلاقها على عبوات وقنابل وصواريخ.
– صاروخ القسّام: نسبة إلى اسم الجناح العسكري الذي يحمل اسم الشيخ السوري المجاهد عز الدين القسّام الذي قاد حركة المقاومة الفلسطينية في سنة 1935، وهو أول صاروخ محلي الصنع، وجرى إنتاج ثلاث نسخ من هذا الصاروخ البدائي هي (قسّام 1) (قسّام 2)، (قسّام 3).
– قذيفة الياسين: نسبة إلى الشيخ أحمد ياسين، وهي قذيفة محلية الصنع مضادة للدروع، وهي قاذفة تُحمل على الكتف، مثل قاذف (آر بي جي).
– بندقية الغول: وهي بندقية محلية الصنع يعود تسميتها إلى المهندس القسّامي عدنان الغول الذي اغتالته دولة الاحتلال في سنة 2004، وهي من عيار 14.5 ويصل مداها إلى حوالي 2 كيلومتر، ودخلت الخدمة في حرب العصف المأكول عام 2014.
مسيّرة الزواري: وهي طائرة دون طيار تحمل اسم المهندس التونسي الشهيد محمد الزواري الذي اغتيل في مدينة صفاقس التونسية عام 2016، وجرى استخدامها لأول مرة في معركة «طوفان الأقصى».
أسماء أسلحة مقتبسة من مدن فلسطينية
واهتمت الفصائل الفلسطينية أن تتبع نمطًا آخر في تسمية أسلحتها نسبة إلى المدن الفلسطينية، مثل صاروخ «قدس» الذي صُنع منه 7 طرازات، و«صاروخ غزوة» على اسم مدينة غزة، أما أقدم صواريخ الفصائل الفلسطينية يطلق عليه اسم «جنين» نسبة إلى المدينة الفلسطينية التي شهدت اعتداءات متكررة من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
أسماء معارك ذات دلالة دينية
ولم تكن عملية «طوفان الأقصى» هي الأولى من نوعها التي لها دلالة دينية، التي ورد المصطلح في القرآن الكريم بسورة الأعراف عند الحديث عن هلاك قوم نوح، قال تعالى: «فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ»، إذ سبقتها معركة «العصف المأكول» عام 2014، والتي ورد ذكرها في قوله تعالى في سورة الفيل: «فجعلَهُمْ كَعصفٍ مَأكول»، وقبلها معركة «حجارة السجيل» عام 2012 التي ورد ذكرها في نفس السورة: «ترمِيهم بحجارةٍ من سجيلٍ»، ومعركة «الفرقان» في 2008 التي ردت بها الفصائل الفلسطينية على عملية «الرصاص المصبوب» التي شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وهي تنتمي إلى سورة «الفرقان».