جرائم حرب مستمرة ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة بحق الشعب الفلسطيني، دخلت في شهرها الثاني، تجاوز معها عدد الشهداء الـ11 ألفًا معظمهم من النساء والأطفال، إذ يتعمّد جيش الاحتلال الإسرائيلي، استهداف المدنيين والعُزل من خلال قصف المنازل والمستشفيات والمدارس، التي تصبح في غضون لحظات معدودة كومة من التراب عمرها عشرات السنوات.
سر ظهور شنطة بجوار كل منزل في غزة
وخلال هذا القصف المستمر على قطاع غزة، كشفت الصفحة الرسمية للمنتدى الاجتماعي التنموي بفلسطين، سهر ظهور ما يُعرف بالحقيبة أو الشنطة قرب باب المنزل، تجدها بجوار كل منزل في قطاع غزة، فـ حين يبدأ قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وينجو من يستطيع النجاة ويهرب من منزله وينزح لمكان آخر، لا يستطيع جمع أغراضه في تلك الثواني المعدودة قبل الصاروخ الثاني والثالث والرابع.
هذا القصف على المنازل دفع كل مواطن إلى تجهيز حقيبته الخاصة حتى الأطفال، يضعون فيها الأوراق الثبوتية وبعض الأوراق المهمة، بالإضافة إلى القليل من الملابس والمستلزمات الشخصية، وقد يحمل بها الأطفال لعبة من ألعابهم أو هدية معينة، ويتركون كل شيء ورائهم في بيت العمر ويفرّون بحقيبة، ومن يحالفه الحظ هو من يسعفه الوقت ويعطيه الصاروخ وقتًا ليحملها ويهرب.
هذه الشنطة التي يجهزها المواطن الفلسطيني ويجمع بها بعض من أغراضه ويتركها أمام باب منزله، وعندما يحدث القصف، يواصل بها النزوح من مركز إيواء لآخر، ومن بيت لآخر، ومن منطقة لمنطقة، وذلك حال حالفه الحظ للمرة الثانية ولم يقصفه جيش الاحتلال الإسرائيلي.
معاناة الفلسطينين أثناء الهروب من القصف
ومع استمرار جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي، لم يصبح هناك مكانًا آمنًا للاختباء من القنابل المتساقطة في ظل الاحتمالات الضئيلة لتوقف هذه الهجمات، وأصبحت المدارس والكنائس ملاجئ مؤقتة بعد فرارهم من منازلهم دون كميات تُذكر من الطعام أو المياه النظيفة.
وبحسب الطبيب النفسي فضل أبو هين من قطاع غزة، فإنّ الأطفال في غزة والذين يشكّلون نحو نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، بدأت تظهر عليهم أعراض خطيرة من أعراض الصدمة مثل التشنجات والتبول اللا إرادي والخوف والسلوك العدواني والعصبية وعدم الرغبة في الابتعاد عن والديهم، فيما أكدت وزارة الصحة في القطاع، ارتفاع عدد الشهداء من الأطفال إلى 4506 من أصل نحو 11 ألف فلسطيني استشهدوا منذ بداية الحرب، بينما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتل طفلًا كل 10 دقائق.