في منطقة معزولة بقلب صحراء دهشور التابعة لمركز كرداسة، وعلى بعد 8 كيلومترات من الجيزة، يقع سرداب أبو رواش، وهو عبارة عن ممر ضيق منحدر محفور في داخل صخور الجبل، يغوص في أعماق الجبل وينتهي ببئر مياه، حيث يبلغ عمقه عدة أمتار، ويصل عرضه إلى حد ما يسمح بمرور شخص واحد فقط، وفق الدكتور محمود الحصري، مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة بجامعة الوادي الجديد، لكن هل تعرف سر سرداب أبو رواش الغامض في صحراء دهشور؟.
سر سرداب أبو رواش الغامض في صحراء دهشور
الدكتور محمود الحصري، مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة بجامعة الوادي الجديد، أوضح في تصريح لـ«» أنّ تاريخ سرداب أبو رواش الغامض يعود إلى عصر الأسرة الرابعة، في الفترة الممتدة 2613-2494 ق.م، وهو عبارة عن ممر منحدر محفور في الصخر الجيري، ويرجح أنّه كان ينتهي بغرفة دفن أو مدخل لمقبرة أحد كبار رجال الدولة في ذلك الوقت.
أهمية السرداب والألغاز التي دارت حوله
«الحصري» أشار إلى أنّ سرداب أبو رواش من أكثر الألغاز التي حيرت العلماء والباحثين، حيث يمثل سرا من أسرار الحضارة المصرية القديمة، ولا يوجد حتى الآن إجماع علمي حول الغرض الحقيقي من حفر السرداب، وكثرت التساؤلات حوله وهل كان مدخلا لمقبرة دفن شخص مهم؟، أم مدخلا لمعبد لإجراء طقوس دينية معينة؟، أو ربما كان مخبأ للكنوز الأثرية؟.
تساؤلات كثيرة أثيرت حول الآليات التي استخدمها المصريون القدماء في حفره، وكيف تمكنوا من حفر الممر الضيق الصلب؟ وما هي الأدوات التي استخدموها في هذا؟ مع وجود بئر ماء في نهاية السرداب يزيد غموض هذا المكان، وهل كانت هذه المياه مقدسة؟ أم كانت مصدرا للمياه للشخص المدفون في السرداب؟، وهي الأسئلة التي لم يستطع العلماء إيجاد إجابة لها حتى الآن، ليظل سر بناء سرداب أبو رواش لغزا.
النظريات المطروحة لتفسير سرداب أبو رواش
مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة بجامعة الوادي الجديد، أوضح أنّ سرداب أبو رواش كان شاهدا على براعة المصريين القدماء في الهندسة المعمارية وفي حفر الصخور، حيث تعتبر الدراسة السرداب أمر بالغ الأهمية لفهم غموض الحضارة المصرية القديمة، تساعدنا على التعرف على جوانب جديدة من حياتهم ومعتقداتهم، وتساهم في الكشف عن أسرارهم المدفونة.
وبحسب «الحصري»، جرى طرح العديد من النظريات لتفسير إنشاء سرداب أبو رواش، حيث يُعتقد أنّه كان مدخل مقبرة لدفن شخصيات مهمة، مثل الملوك أو كبار رجال الدولة، وقد يكون تم اختيار هذا الموقع بعيدا عن الأنظار لحماية المقابر من السرقة، أو أن يكون السرداب كان مدخلا خفيا لإجراء طقوس دينية خاصة، وقد يكون مرتبطا بعبادة معينة أو بطقوس الدفن، أو مخبأ للكنوز الأثرية والأشياء الثمينة، وجرى حفره بعيدا عن الأنظار لحمايتها من اللصوص.
مدرس الآثار رجح أن يكون السرداب له علاقة بمعرفة المصريين القدماء بعلوم الفلك أو الهندسة، أو أنّه جزءا من نظام أكبر لتحديد المواقع الفلكية أو مراقبة النجوم: «رغم الجهود المبذولة لدراسة المكان، إلا أننا لم نصل بعد إلى فهم كامل للغز وجوده أو الغرض من بنائه»، ليظل سرداب أبو رواش أحد أكبر الألغاز التي تحيط بالحضارة المصرية القديمة حتى الآن.