| سر ظهور الودق في سماء الإسكندرية.. ظاهرة فلكية ذكرت في القرآن الكريم

خلال الساعات الماضية تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفيديوهات والصور التي تضمنت ظاهرة غريبة عرفت باسم «ظاهرة الودق»، وظهرت في منطقة سبورتنيج بالإسكندرية خلال موجة الطقس السيء التي مرت بها المحافظة، وربطها الكثيرون بـ«الودق» التي ذكرت في عدة آيات بالقرآن الكريم.

وظاهرة الودق التي أثارت حيرة الجميع ورعب البعض أيضًا كما ظهرت في مقاطع الفيديو، هي سحابة ضخمة أمطرت كمية غزيرة من المياه بشكل مفاجئ، ولكن الغريب فيها هو أن المطر كان يتساقط بشكل عمودي على منطقة محددة وليس بشكل متناثر مثل المعتاد.

«سعودي»: الظاهرة طبيعية وتحدث بسبب اختلاف التوزيعات الضغطية

تفاصيل الظاهرة المناخية، أوضحها الدكتور وحيد سعودي خبير الأرصاد والتحاليل الجوية لـ«»، إذ أكد أن الظاهرة المعروفة باسم «قنبلة المطر» أو الودق، هي ظاهرة طبيعية عادية تحدث نتيجة اختلاف التوزيعات الضغطية على سطح الأرض في طبقات الجو العليا وبالتالي تساقط المطر في شكل عمودي مستقيم، وما حدث في الإسكندرية نتيجة لموجة الطقس السيء التي مرت بها مع وجود نسبة رطوبة في الهواء وسقوط الأمطار.

وعن احتمالية حدوث مثل تلك الظاهرة في الأسبوع الحالي مرة أخرى، أكد «سعودي» أن الطقس مستقر حتى منتصف الأسبوع المقبل على الأقل ولا توجد احتمالية سقوط الأمطار خلال تلك الفترة من الوقت.

الودق ذكرت بالقرآن الكريم في سورتين 

والظاهرة ذكرت في موضعين بالقرآن الكريم: 

سورة النور في الآية 43، إذ قال الله تعالي: «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ».

 سورة الروم، آية رقم 48، قال الله تعالي: «اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ۖ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ».

وكلمة «الودق» في تفسير القرآن الكريم تعني قطرات المطر التي تهطل من السحاب.

سبب حدوث الظاهرة المناخية 

وبحسب الموقع الرسمي للمركز ي الأمريكي لخدمات الطقس، فأن ظاهرة الودق عبارة عن انفجارات هائلة للمطر ومفاجئة وتستمر لفترات قليلة من الوقت، وتحدث في منطقة بها هواء بارد والسحب محملة بالمطر بشكل كبير وبعد اقترب السحب من الأرض يحدث ما يعرف باسم «انحسار» مما ينتح عنه رياح قوية، وقنبلة المطر تحدث على نطاقات صغيرة وبشكل تيار عمودي مستقيم وتكون عبارة عن تفريغ للسحب ويصاحبها رياح هابطة شديدة: «تسخين هواء في منطقة محددة، وعندما يكون التسخين شديد ترتفع درجة الحرارة الريح لأعلى وتكون الرياح محملة ببخار المياه وكل ما زاد بخار المياه ترفع بسرعة وتسقط بشكل فجائي».

وتحدث ظاهرة الودق أثناء تكون العواصف الرعدية التي يقل نطاقها عن 2.5 ميل، ويمكن أن تشكل في بعض الأحيان تهديدًا للحياة والممتلكات ولكن جميعها تشكل تهديدًا كبيرًا للطيران، وهي ليست معروفة بشكل كبير ولكنها كثيرة الحدوث، ويمكن أن تصل سرعة الرياح إلى 150 ميلاً في الساعة في حالات الودق الشديدة والتي تعرف باسم «الاندفاعات الميكروية».