بملابس أقرب إلى الكلاسيكية وابتسامة هادئة على وجهها، ظهرت نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة، والتي فارقت الحياة على يد زميلها أمام أعين المارة في الشارع، ويبدو عليها السعادة بالتقاطها صورة بجوار إحدى اللوحات القديمة، والتي أطلق عليها البعض لوحة العاشق المجنون، وسريعًا ما أصبحت تلك الصورة حديث مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن فارقت «نيرة» الحياة، ليبحث الكثيرون عن سر تلك اللوحة والسبب وراء اسمها.
حقيقة لوحة العاشق المجنون
لوحة العاشق المجنون التي ظهرت بجوار طالبة جامعة المنصورة، ليس لها وجود على أرض الواقع، فبعد إجراء بعض عمليات البحث عبر المحرك الشهير «جوجل»، تبيّن أن اللوحة في الأصل تحمل عنوان The Autumn Pastoral أو «الخريف الرعوية»، وتعد واحدة من لوحتين رسمهما فرانسوا باوتشر بتكليف من قبل وزير المالية في عصر لويس الخامس عشر، وتعرف الصورة الثانية بـ«الصيف الرعوية».
وتعرض اللوحة مشهدًا مؤثرًا يظهر خلاله راعي شاب يُطعم حبيبته حبات العنب المسمومة، حيث كانت هذه المؤامرة محببة من قبل «باوتشر» لدرجة أنه رسم على الأقل لوحتين أخرتين لذات المضمون، ويبلغ ارتفاع اللوحة نحو 259.5 سم، وعرضها 198.6 سم، وتوجد في أحد متاحف إنجلترا.
وجرى رسم اللوحة عام 1794، وهي عبارة عن لوحة زيتية مرسومة يدويًا بنسبة 100% على القماش، واستخدم الرسام أفضل أنواع الدهانات الزيتية والقماش عالي الجودة من درجة «الفنان» لضمان ظهور الأكثر إشراقا ووضوحا.
لا يجوز ربط الصور بالأحداث الحياتية
وفي هذا السياق، يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إنّه لا يجوز ربط الأحداث العادية في حياة الإنسان بالمصائب أو الجرائم التي يتعرض لها في حياته، فليس من المعقول أن تكون مجرد صورة هي السبب في حدوث جريمة قتل بعد مرور وقت من التصوير بجوارها، مُضيفًا في حديثه لـ«»: «كام واحد وواحدة اتصوروا جنب الصورة دي؟ هل كلهم ماتوا؟ علميًا مفيش حاجة زي كدا»، مؤكدًّا أنّه يمكن أن يتأثر بعض الأشخاص نفسيًا بالالكئيبة أو الأماكن المزدحمة والحارة، «الشخص ممكن يتأثر بالحاجات دي، لكن صورة اتصورت جنبها واللعنة بتاعتها جت بعد سنين ده مش منطقي».