شهد حفل افتتاح طريق الكباش بالأقصر، مساء أمس الخميس، جولة شارحة من الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، للرئيس عبد الفتاح السيسي، حول مكونات معبد الكرنك والتفاصيل التاريخية لآثار طريق الكباش، وقدم خلالها الوزير شرحًا مفصلًا لتاريخ طريق الكباش، منتهيًا عند لوحة «سما تاوي» واصفًا إياها بأنها «سر الحضارة المصرية».
معنى كلمة «سما تاوي»
وكشف الدكتور عماد مهدي، الباحث الأثري وعضو اتحاد الأثريين المصريين، تفاصيل وأسرار لوحة «سما تاوي» التي ظهرت في افتتاح طريق الكباش، موضحًا أنها دائمًا توجد منقوشة على قاعدة كرسي «ملك مصر»، وكلمة «سما» تعني الوحدة و«تاوي» تعني الأرضين، وهى مقسمة لجزأين «تا» باللغة المصرية معناها الأرض، وتثنى بإضافة «ي» لتصبح الأرضين، والمقصود بهما «الأرض العليا والأرض الدنيا».
منظور الزوجية عند الفراعنة
وكانت الزوجية أحد المفاهيم السائدة في الحضارة المصرية، والتي ارتبطت بعلم نشأة الكون و تطوره، بحسب ما ذكره «مهدي» في حديثه مع «»، مستكملا أن منظومة الخلق في الكون اعتمدت على وجود نسختين من كل بٌعد من أبعاد الكون، وهذا المقصود من أرضي «تاوي» أو «الأرض العليا والأرض الدنيا»، وكذلك سمائين «السماء العليا والسماء الدنيا»، وأفقين «آختي» المقصود بهما «الأفق الغربي والأفق الشرقي».
سر «سما تاوي»
وفي نقش «سما تاوي» صور الفنان المصري القديم نسختين من «حابى»، تحمل أحدهما زهور اللوتس «رمز مصر العليا» فوق الرأس، وتحمل الأخرى نبات البردي «رمز مصر الدنيا» على رأسها، بحسب الباحث الأثري وعضو اتحاد الأثريين المصريين، مضيفًا أن كل نسخة ممسوكة بحبل من حابي، وينتهي أحدهم بزهور اللوتس والآخر بنبات البردي، ويبدأ الحدث المقدس وهو ربط الحبلين بعقدة حول إشارة إلى توحيد شعب مصر في مصر «العليا والسفلى».
واستكمل، مع رسم قصبة هوائية تنتهي بالرئتين، إشارة إلى أن شمال مصر وجنوبها مثل رئتي الإنسان ولا يمكن الاستغناء عنهم، والقصبة الهوائية تمثل نهر النيل الذي ينقل الحياة بين شعب الشمال والجنوب، موضحًا أن الفنان المصري اختار الجهاز التنفسي ليكون رمزًا للإيقاع الكوني في الأرضين، فحياة الإنسان واستمرار وجوده في هذا العالم رهن ذلك الإيقاع المنتظم من «شهيق وزفير»، وإذا اختل ذلك الإيقاع التنفسي كان ذلك مؤشرًا للموت، وإذ يمثل انفصال مصر بين شعبي الشمال والجنوب موتها.