ما يزيد عن 10000 طائر مذهل لا يستطيع الطيران، وبينما يحكم أبناء عمومتها السماء، فإن هذه الأنواع التي لا تطير تظل على الأرض، فهل تساءلت يوما لماذا لا تطير هذه الطيور رغم أن لها أجنحه وريش؟
أجرى العلماء دراسة على أسلاف الطيور التي لا تطير، وعملوا على تأريخ الحمض النووي الخاص بها جزيئيًا؛ للكشف عن أنها شهدت نقطة تحول تطورية عندما انقرضت الديناصورات منذ حوالي 65 مليون سنة، ومع تحررها من الحيوانات المفترسة، جابت الأرض بحثًا عن الطعام وتضخمت أجسامها في هذه العملية لتخزين المزيد من احتياطيات الدهون لتحقيق كفاءة أكبر، ووجدوا أن الطيران صار مكلفًا من حيث الطاقة وعديم الجدوى، لذا بقوا على الأرض حتى لم يعد بإمكانهم الطيران، بحسب «ساينس إيه بي سي».
ما الذي يميز الراتينج عن أبناء عمومتها من الطيور؟
تنتمي الطيور التي لا تطير إلى مجموعة تسمى الراتينج، تفتقر جميعا إلى عظم الصالب، وهو عظم يربط نفسه بإحكام بالعضلات الصدرية أو عضلات الطيران للطيور الطائرة، وحجم أجنحتها صغيرة جدًا وأجسامها كبيرة، لذا فإن الأجنحة غير قادرة على اكتساب القوة الكافية لرفع الأجسام الثقيلة التي ترتبط بها.
الطيور التي تطير لها عظام مجوفة تمنحها هيكلًا أخف وزنًا للإقلاع السهل، لكن لها أقدام سميكة وعظام أرجل ثقيلة لا تدعم الطيران، وأكثر تكيفًا مع الحياة على الأرض، وغير ذلك، فإن أسطح أفواه الطيور التي لا تطير تحتوي على ترتيب من العظام التي تُرى عادةً في الزواحف ولا تملكها الطيور التي تطير.
السبب وراء عدم قدرة بعض الطيور على الطيران
الخلاصة أن الطيور التي لا تطير تطورت بشكل مستقل عن الأخرى التي تطير، وبدأ هذا التطور بعد أن جرى القضاء على الديناصورات من على وجه الأرض، ونظرًا لأنها لم تكن بحاجة إلى الطيران لتحافظ على نفسها، لم تكلف نفسها عناء الطيران، ولذلك تطورت لتتأرض، وصارت أجسادها ثقيلة وعظامها غير مجوفة وأجنحتها صغيرة بسبب طفرات عديدة جعلتها في النهاية تفقد القدرة على الطيران.