لماذا اعتقد بعض الناس أن أكل لحوم البشر مفيدًا لصحتهم؟.. سؤال مهم طرحه العلماء على مدار سنوات، ووجدوا أن الإجابة عنه تقدم لمحة عن أخطر الزوايا المظلمة في التاريخ الأوروبي، وتحديدا في الوقت الذي كان فيه الأوروبيون مهووسين بالمومياوات المصرية.
بدافع من الاعتقاد بأن البقايا البشرية يمكن أن تعالج أي شيء من الطاعون الدبلي إلى الصداع، كانت جثث المصريين القدماء موضوع ساحر وجذاب في العصور الوسطى وحتى القرن 19، بحسب موقع «لايف ساينس» المختص بأخبار العلوم.
هوس الناس بالمومياوات المصرية
الإيمان بأن المومياوات يمكن أن تعالج المرض دفع الناس لعدة قرون إلى جعلها مادة طبية يستهلكها الأثرياء والفقراء لقرون ووفروها في الصيدليات، إذ كونوا من بقايا المومياوات التي أحضرت من المقابر المصرية إلى أوروبا مادة يأكلونها.
في القرن 12 تحديدا، بدأ الصيدلانيون يستخدمون المومياوات المطحونة في تركيبات طبية عديدة، وظلت المومياوات دواءً موصوفًا لمدة 500 عام بعدها، يكونه الأطباء من الجماجم والعظام واللحم المطحون لعلاج الأمراض بداية من الصداع، وتقليل التورم وحتى علاج الطاعون.
الدواء المصنوع من لحم وجماجم المومياوات المصرية استهلكته النخبة الملكية والاجتماعية بشكل واسع، إذ زعم الأطباء أن المومياوات دواء ملكيا، وأقنعوا النخبة أنه مصنوع من الفراعنة الملوك، لذا فإن الأمر هنا ملوك تأكل ملوكا.
عشاء ومشروبات وعروض
بحلول القرن 19، لم يعد الناس يستهلكون المومياوات لعلاج الأمراض، لكن الفيكتوريين كانوا يستضيفون حفلات غير مغلفة، إذ يحضرون المومياوات المصرية ويفكونها للترفيه في الحفلات الخاصة، وأقام الفيكتوريون حفلات خاصة مخصصة لفك غطاء بقايا المومياوات المصرية القديمة.
أثارت أول رحلة استكشافية لنابليون إلى مصر في عام 1798 فضول الأوروبيين وسمحت للمسافرين في القرن 19 بإحضار مومياوات كاملة من مصر إلى أوروبا.
كان لأحداث فك التغليف في القرن 12 وما بعده لاستخدام المومياء في تكوين ما يدعون أنه دوار بعض الاحترام الطبي على الأقل، فكان الجراحون يفكون غلاف المومياوات في الكلية الملكية للجراحين، لكنه انتهى بعدما صارت المومياوات المصرية مادة للترفيه.