بحر دموع يسيل من عينيها وهي تردد: «عاوزة بيتي.. عاوزة بيتي»، مدعية قصة مأساوية تقشعر لها الأبدان، ففي الأيام الماضية كانت تنام على فراش المرض، بسبب معانتها من أمراض الكبد والطحال، وجلست ابنتها الوحيدة بجانبها ترعاها وتقضي حاجتها، فهي تخطت الـ 60 عامًا من عمرها.
وفي أحد الأيام استيقظت السيدة الأمية المسنة، لتجد يديها ملطخة بالحبر، وحين سألت نجلتها، قالت إنها احتاجتها لتبصم، من أجل إعطائها «بلازما» من إحدى الجمعيات الخيرية، ولكن بعد أيام فوجئت سعدية عبد الرازق، أنها باعت بيتها الوحيد لابنتها، تلك القصة حكتها الأم خلال حديثها لـ «».
تروي «سعدية»، التي تقطن في مدينة بني عبيد بمحافظة الدقهلية، أنها في الأيام الماضية فوجئت بمحضر من المحكمة، يفيد بضرورة خروجها من البيت الذي أصبح لابنتها، موضحة أنها دخلت في حالة غريبة من اللاوعي، لا تفهم ما الذي حدث، لتفهم بعدها أنها بصمت على ورقة بيع البيت، وليس الوهم الذي حكته ابنته، مضيفة: «عندي ولد وبنت، الابن عايش معايا في الدور التاني وأنا في الدور الأول، وبيسافر بقاله 20 سنة ومتغرب، عشان كده لما بتعب بنتي ومرات ابني هما اللي بيراعوني، وكانت بنتي بتيجي تعمل كل اللي محتجاه وتراعيني في مرضي».
الابنة لم ترحم مرض أمها
ورم في الكبد جعل «سعدية» تلزم فراشها، خلال الأيام الماضية، وهو الذي جعل ابنتها تجلس بجانبها، وحين تواصلت معها بعد بيع البيت، قالت الابنة إن الأم فعلت ذلك بمرادها، رغم تأكيد «سعدية» أن ابنتها لديها 3 بيوت في مدن مختلفة: «إحنا لسه موجودين في البيت بس في جلسة قريب وهنخرج من البيت، وبنتي طول عمرها علاقتي بيها كويسة، وماكناش بنتخانق أبدًا».
محضر من «سعدية» لابنتها
اضطرت «سعدية» لتقديم محضر رسمي بقسم شرطة بني عبيد، تتهم ابنتها وإرغامها على بيع البيت، ويحمل رقم 511 جنح لسنة 2022: «لما حاولت أتواصل مع جوزها قالي بنتك مش رحيمة عليكي، أنا هعملك إيه».