| «سعيد» تخلى عنه أبناؤه بعد مرضه وتركوه للشارع: زرعت حنية وحصدت جحود

فراش متهالك ومتسخ على نحو يشف أن يد العناية لم تقترب منه على الإطلاق، تحاوطه القمامة من كل مكان، ورغم الحالة السيئة التي يبدو عليها، إلا أنه المأوى الوحيد لرجل ستيني، غدر به أولاده ليكون الشارع أرحم عليه منهم، فكل ما يفعله «سعيد» هو الجلوس على الفراش الذي يقع في منطقة محرم بك بالإسكندرية، منتظرًا أن يعطف عليه المارة بالطعام والشراب، متمنيًا أن يرحمه أحد من عذاب الشارع ومصيره المظلم على إيدي أولاده الذين لم يراعوا كل ما قدمه لهم وإنفاقه عليهم ليتخلوا عنه في محنته ومرضه.

سعيد إبراهيم السيد، يبلغ من العمر 62 عامًا، يعيش في الإسكندرية، ولديه ثلاثة أبناء، ظل طوال حياته يخدمهم وينفق عليهم ولم يبخل بأي شيء عليهم لأنهم عزوته ومن سيلجأ إليهم إذا ضاقت به الدنيا، كما كان يعتقد، ولكنه لم يتوقع أن الحب والحنية والرحمة التي زرعهم خلال سنوات تربيته لأبنائه كأب، سيحصدهم جحودا وعقوقا ومهانة، ليكون الشارع هو المأوى له منذ 4 سنوات، قبل أن تنتشله مؤسسة «معانا لإنقاذ لإنسان»، من معاناته وتنقذه وتتكفل به.

سعيد تخلى عنه أبناؤه في مرضه وافترش الشارع لسنوات 

يروي المهندس محمود وحيد، صاحب مؤسسة «معانا لإنقاذ إنسان»، أن دار الإنقاذ تلقت بلاغًا في 2 نوفمبر الماضي، بوجود رجل ستيني مشرد في حالة صحية سيئة، ويرتدي ملابس متهالكة ويحتاج إلى رعاية، وبالفعل توجه فريق الإنقاذ، وتأكدوا من حالة «عم سعيد»، ليجرى نقله إلى فرع دار الإيواء بالجيزة.

«إحنا لما بنستقبل أي حالة بنتأكد من الجانب الصحي الأول، وبعد ما نتطمن والحالة تستقر تمامًا بنبدأ التواصل الاجتماعي».. وبالكشف الظاهري على المشرد الستيني، فإنه عانى من جروح قطعية متفرقة بالجسم قديمة، وورم صغير بالرقبة، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم والسكر، وبتر في إصبع الإبهام بمفصل اليد اليسرى، إلى جانب آثار حروق سطحية: «لما استضفناه عندنا قالنا أنه بسبب مرضه وكبر سنه أولاده مقدروش يستحملوه ورموه لأنه مش قادر يصرف عليهم، وفضل 4 سنين في الشارع»، بحسب حديث «وحيد» لـ«».

مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان تتبنى حالة عم سعيد 

جرى تخصيص مبلغ مالي لـ«عم سعيد» والتكفل به تمامًا بسبب إصاباته المتفرقة: «هو حاليًا متواجد في فرع الجيزة، ومستنيين لما حالته الصحية تكون مستقرة تمامًا ونبدأ نتواصل مع أسرته في جلسات اجتماعية».