هنري ديزيريه لاندرو
هنري ديزيريه لاندرو، من مواليد 12 أبريل 1869؛ وتوفي في 25 فبراير 1922، وبين سنواته الـ53 التي عاشها، صار من أشهر القتلة في فرنسا، إذ استهدف النساء الأرامل وقتلهن بطريقة شنيعة.
ولد لاندرو في باريس، وبعد أن ترك المدرسة، أمضى 4 سنوات في الجيش الفرنسي من 1887 إلى 1891، وبعد تسريحه من الخدمة، شرع في إقامة علاقة جنسية مع ابنة عمه التي أنجبت منه ابنة، ولكنه لم يتزوجها وتزوج من امرأة أخرى بعد ذلك بعامين وأنجب أربعة أطفال، بحسب موسوعة «murderpedia» التي تُعتبر أكبر قاعدة بيانات للقتلة المتسلسلين والسفاحين في جميع أنحاء العالم.
لجأ لاندرو إلى الاحتيال ليكسب المال، وحيله عادة ما انطوت على الأرامل المسنات، وحُكم عليه بالسجن لمدة عامين في عام 1900 بعد القبض عليه وإدانته بتهمة الاحتيال، وهي الأولى من بين عدة إدانات من هذا القبيل، وبحلول عام 1914، انفصل لاندرو عن زوجته وعمل تاجر أثاث مستعمل.
جرائم القتل التي ارتكبها لاندرو
في 1914، بدأ لاندرو في وضع إعلانات في قسم اسمه «القلوب الوحيدة» في صحف باريس، يقول فيها «أرمل لديه طفلان، يبلغ من العمر 43 عامًا، مع دخل مريح، وجاد ويرغب في مقابلة أرملة بهدف الزواج»، فمع اندلاع الحرب العالمية الأولى، قُتل العديد من الرجال في الخنادق، تاركين الكثير من الأرامل الذين يمكن أن يفترسهم لاندرو.
من هنا يغرى لاندرو النساء اللواتي يجئن بالفيلا الباريسية الخاصة به ويخدعهم بأنه غني وأنهن سوف يعشن حياة سعيدة، وبعد أن يسمحن له بالوصول إلى ممتلكاتهن، بالاحتيال طبعا، كان يقتلهن ويحرق جثثهن في فرن خاص به بعد تقطيعهن.
بين عامي 1914 و1918، قتل لاندرو 11 ضحية، 10 نساء وابن إحدى ضحاياه، ومع عدم وجود جثث، كان يتم إدراج الضحايا في عداد المفقودين، وكان من المستحيل تقريبًا على الشرطة معرفة ما حدث لهم حيث استخدم لاندرو مجموعة متنوعة من الأسماء المستعارة في مخططاته، كانت تلك الأسماء كثيرة جدًا لدرجة أنه اضطر إلى الاحتفاظ بدفتر يسرد جميع النساء اللاتي تراسل معهن والهوية الخاصة التي استخدمها لكل امرأة.
في عام 1919، حاولت شقيقة إحدى ضحايا لاندرو، مدام بويسون، تعقب شقيقتها المفقودة، ولم تكن تعرف اسم لاندرو الحقيقي لكنها كانت تعرف مظهره ومكان إقامته، وفي النهاية أقنعت الشرطة باعتقاله.
في البداية، اُتهم لاندرو فقط بالاحتيال، ورفض التحدث إلى الشرطة، وبدون وجود جثث، لم يكن هناك أدلة كافية لاتهامه بالقتل، إذ حفرت الشرطة في حديقته لكن لم تعثر على شيء، ومع ذلك، عثر رجال الشرطة في النهاية على أدلة أخرى كافية لتوجيه الاتهام إليه بالقتل.
عثر رجال الشرطة في النهاية على أجزاء مختلفة من أوراق كان يدرج فيها أسماء النساء المفقودات، بما في ذلك أخت مدام بويسون، ودمجوا تلك مع وثائق أخرى، وكونوا أخيرًا أدلة كافية لتوجيه الاتهام إليه بالقتل.
تقديم لاندرو للمحاكمة
قدم لاندرو للمحاكمة في 11 تهمة قتل في نوفمبر 1921، وأدين بجميعها، وحُكم عليه بالإعدام.
لاندرو في الثقافة الشعبية
كان لاندرو مصدر إلهام لفيلم تشارلي شابلن Monsieur Verdoux الذي عُرض عام 1947، وكتب القصة الأصلية أورسون ويليس، الذي أراد في الأصل إخراج الفيلم مع شابلن في دور البطولة، ولكم بما أن شابلن لم يحب أن يوجهه أحد غيره، اشترى القصة من ويليس وأخرجها ولعب دور البطولة في الفيلم.