بالقرب من كوبري المظلات بمنطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية يقف نور علي، 68 سنة، أمام عربة طعام متنقلة تحمل صواني حلويات يدمجها العجوز مع بعضها كي يجهز ساندويتش «سكلانس»، والذي يعتبر بأنه «اختراع» يعود إلى جده الأكبر الذي كان يبيع السندوتشات في الشارع أيضا وتحديدا هذا النوع من المأكولات التي يحبها الكثيرون نظرا لوجود سكريات عديدة بها.
منذ ما يزيد على 40 عاما كانت بداية «نور» في عمل «السكلانس» عندما ترك له والده المهنة بعدما تقدم به العمر، ليستكملها الشاب الصغير المشوار حينها: «محدش بيعمل الساندوتش بنفس الطريقة بتاعتي دي، علشان مش كل الناس عندها سر الخلطة ولا حتى الطعم والساندوتش مش بس مجرد شوية حلويات بتتحط على بعض، لا ده فيه سر في الأكل بيخلي ناس من محافظات تانية تيجي تاكل عندي».
10 سنوات من بيع الساندوتشات
سنوات عديدة قضاها «نور» في الشارع يتنقل بعربته القديمة بين شوارع القاهرة والجيزة حتى استقر به الحال في منطقة المظلات بعدما خارت قواه، ويقضي 10 سنوات في بيع ساندوتش السكلانس بالمظلات، وهناك لاقي إقبالا كبيرا من المواطنين الذي يتهافتون عليه: «تعبت ومبقتش قادر السن له أحكامه برضه، علشان كده قلت لنفسي أقف في مكان ثابت علشان الناس تبقي عرفاك وتيجي لمكانك مش أنت اللي تروح لهم».
نور: واقف لوحدي عشان مبهدلش عيالي.. وزبايني من كل مكان
علم «نور» أن ما كان يقوم به وهو شاب لن يتمكن من القيام به وهو مسن لذلك قرر استبدال العربة القديمة التي كان قد ورثها عن والده بأخرى أكثر حداثة ليقف بها في الشارع: «بعمل سكلانس فيه مربى وبسبوسة وهريسة ومعاهم قشطة وكنافة، والساندوتش ده عجب ناس كتير جدا وبقى عندي زباين من كل مكان بتيجي مخصوص علشاني، وواقف لوحدي علشان مش حابب أبهدل عيالي طول مانا عايش».