لأعوام طويلة رسمت حياتها المستقبلية وأحلامها الوردية بعد التخرج من الجامعة، لكنها لم تكن تدري أنها بين ليلة وضحاها ستكون طريحة الفراش وتفقد القدرة حتى الحركة، إثر تعرضها لفشل في عضلة القلب ليرفض جسدها الهزيل الاستجابة للعلاج، ويكون أملها الوحيد للنجاة هو زراعة قلب جديد.
سلمى سامي، طالبة جامعية، كانت تستعد قبل أشهر لـ حفل تخرجها في كلية تربية قسم بيولوجي جامعة السويس، وتحلم باليوم الذي ستصبح فيه مسئولة عن نفسها، وكانت في صحة جيدة ولا تعاني من مشاكل صحية، وإلا أنه منذ عدة أشهر تعرضت لسرعة في ضربات القلب بشكل مفاجيء، ونقلت على إثرها لمستشفى السلام الدولي، وبعد إجراء الأشعة تبين إصابتها بفشل في عضلة القلب، وتم إعطائها كورس متكامل من الأدوية لمدة شهرين، وفقا لحديث والدها سامي غريب.
تدهور حالة «سلمى» وإصابتها
استقرت حالة «سلمى» لبضعة أشهر بعد تلقيها العلاج، ولكن ما حدث لم يخطر بتوقعات أحدا من عائلتها، لتظهر الأعراض من جديد بشكل أسوأ وأشد ألما، ولم يجدي الدواء نفعاً ليستجيب دكتور السيد الشرقاوي، رئيس جامعة السويس ويأمر بنقلها إلى مستشفى عين شمس التخصصي، ولكن تدهورت حالتها الصحية من جديد، وتعرضت لجلطة في المخ أحدثت شللا في كتفها اليسرى، كما أصيب القلب بفيروس لا يمكن القضاء عليه، بحسب كلام والد «سلمى».
عجز الأطباء أمام حالة «سلمى»
مع ذلك التدهور، عجز الأطباء أمام حالة «سلمى»، وفقا لوصف والدها، الذي ترك باستسلام حزين أمرها للرحمن ووضعها على جهاز التنفس، مع التخدير التام حتى لا تتألم من شدة المرض، فلم يبقى أمامها سوى أملوزراعة القلب لإعادتها لحياتها الطبيعية مرة أخرى.
حاولت الأسرة التواصل مع وزارة الصحة المصرية، وكان الرد بأنه لا يوجد مثل تلك العمليات، وأصبح الأمل الوحيد هو سفر الفتاة إلى الخارج، إذ يول والدها: «هو ده بس اللي أصبح الأمل في نجاتها، ورفعت أيدي للسماء، بطلب الرحمة من القدير، الذي لا يغفل ولا ينام».