دائما ما تسبب سلوكيات الإنسان الخاطئة، في إحداث تغيرات بالبيئة والحياة الطبيعية، ليس في اليابسة فقط، بل تصل إلى تغيرات مناخية قاتلة، ويتمد تأثيرها إلى البحار أيضا، ما يغير من طبيعة الأسماك، سواء كانت صغيرة أو كبيرة كأسماك القرش.
السلوكيات البشرية الخاطئة تدفع القروش إلى الشواطئ، وترك بيئتها المعروفة، وكذلك الابتعاد عن ما تأكله في الحالات الطبيعية.
يؤكد الربان ولاء حافظ، أن الإنسان هو من يخرب البيئة البحرية والأرض، متسائلا: كيف لغواص أن يحضر دجاجا ويلقيه في المياه ليثير أسماك القرش، ويحصل على صور لإسعاد السائحين فقط؟
ويضيف في تصريح خاص لـ«»: «إلقاء الدجاج في المياه لإسعاد السائح، يسبب تغييرا في طبيعة أسماك القرش، وتجعلها تترك أكل الأسماك وأكل كائنات أخرى».
ويرى «حافظ»، أن من أكثر الأمور التي تغير من طبيعة أسماك القرش، المراكب المحملة بالخرفان قبل عيد الأضحى، حيث تحدث بها نفوق لعدد ليس بالقليل من الخرفان، فتلقي السفن الخرفان النافقة في المياه، فتأكلها القروش كوليمة بحرية كبيرة، وتعتاد عليها مما يغير من طبيعة القرش، ويتطلع دائما إلى أن يجد طعامه ولا يبحث عنه.
إلقاء الخرفان في المياه
يوضح الربان البحري: «المراكب بتعدي بخرفان وترمي الخرفان النافقة في المياه الدولية، والتيار يحرك هذه اللحوم فوق المياه، والقرش بيعتبرها وليمه ليه فياكلها، وإحنا السبب في تغييرها فسيولوجيا، في حين أنها تأكل كل أنواع السمك، سواء التونة والمنتانا والدولفين، إذا كان خارج مجموعة، حتى السلاحف البحرية يأكلها رغم صعوبة هضمها».
ويشير إلى أن الطبيعي لأسماك القروش، أنها لا تقترب من الشاطئ، وبيئتها الطبيعية بعيدة عن الشواطئ، لأنها معرضة للجروح إذا ابتعدت عن الأعماق، وقد تخرج للشاطئ إذا أرادت المهاجمة.
ربط الدجاج في القوارب
يقول الغواص عبد الله علي، لـ«»، إن بعض الغواصين وخصوصا العاملين في التصوير، يلقون بعض الأرز في المياه بجوار المراكب، التي هم على متنها، برفقة السائحين وتحضر الأسماك وينزلون للمياه لالتقاط الصور، مما يغير من طبيعة هذه الأسماك أيضا، موضحا أن بعض الغواصين يجتذبون أسماك القرش إلى السائحين عن عمد، من خلال ربط دجاج بأطراف القوارب، لالتقاط صورا لها مع السائحين، مؤكدا أن هذه السلوكيات قاتلة للحياة البحرية ومغيرة بقوة لسلوكيات كائناتها.