شغفها بالعلم لم ينضب منذ أن تخرّجت قبل 16 عاماً، كرّست حياتها لتنهل المزيد من الوثائق حول التاريخ الحديث المعاصر، لا ينقصها غير التمكّن من قراءة المراجع والكتب التى يحول كونها «كفيفة» عن ممارستها، معتمدة فى رحلتها العلمية من الماجستير على المتطوعين للقراءة والإملاء، باحثة عن متطوعين جُدد فى رحلتها الجديدة مع الدكتوراه.
ناقشت سلوى يوسف رسالة الماجستير فى عام 2018، والتى استغرقت فيها سنوات كثيرة منذ تخرّجها فى كلية الآداب قسم تاريخ جامعة الإسكندرية عام 2005 وكانت عن «الحرب الباردة وآثارها على الصراع العربى – الإسرائيلى»، واستغرقت منها فترة طويلة، لكون البحث وثائقياً بالدرجة الأولى ويحتاج إلى التدقيق، وزاد أن مراجع الجوانب السياسية غير مسموح بتصويرها، مما يضطرها إلى قراءتها، ولم تعد طريقة «برايل» تفى بالغرض لاستلزام كتابة كل شىء الآن على أجهزة «الكمبيوتر» أو «لاب توب»، فبدأت رحلتها فى البحث عن متطوعين بالقاهرة والإسكندرية لمرافقتها فى رحلتها العلمية وإمدادها بما لا تتمكّن من فعله.
فى تجربة الماجستير ورد العشرات على «سلوى»، بعضهم لم يتخيل المجهود المبذول، وقرروا عدم استكمال التطوع، وآخرون حبوا الفكرة، وبدأوا فى مراسلة آخرين ليكونوا أكبر عدد ممكن يتمكّن من مساعدتها فى قراءة ما تحتاج إليه بخصوص الرسالة: «فيه ناس كانت فاكرة الموضوع رفاهية وثواب، لما لقوا الموضوع فيه مشقة ومسئولية وصحيان بدرى، و4 أو 5 ساعات يقرا ويتملى ويعيد ويزيد فماكملوش».
لم تعتمد «سلوى» على الأهل والمعارف فى تلك التجربة لرؤيتها أن لكل شخص حياته، فلن يتمكّن شخص بعينه من المواصلة، لذا تحتاج إلى متطوعين هذه الأيام لقراءة ما تحتاج إليه فى رسالة الدكتوراه، التى تحضّر لها فى الفترة الحالية، لتغيّر حيوات من تطوعوا معها أثناء رسالة الماجستير لمرور نحو 3 سنوات على الانتهاء منها «رحلتى لوحدى تحتاج إلى متطوعين يقروا لى ويتملوا ما أحتاجه خلال وجودى اليومى فى القاهرة»، ولا تشترط أن يكون شخصاً واحداً ملازماً لها فى الرحلة.