في الصباح الباكر تعد والدته الفطور الشهي الذي يحبه، وتساعده على ارتداء ملابسه، لنزوله للعمل على أحد أرصفة شارع شبرا، إذ يجمع سليمان عثمان، مصاب بمتلازمة داون، حلوى الكب كيك في شنطة كبيرة بمساعدة أخته الصغرى، حاملًا في يده كرسي صغير وطاولة ليضع عليها الحلوى، استعدادًا لبيعها للزبائن.
إعداد أخته نوال حلوى الكب كيك
«أختي نوال هي اللي بتعمل الحلويات» بحسب حديث «سليمان» لـ«»، موضحا أنه يحب مراقبة أخته مساء كل ليلة وهي تحضر الخامات اللازمة لعمل الكب كيك، من دقيق وحليب وفانيليا، حتى سكبها في القوالب الخاصة بها قبل دخولها الفرن، وتزيينها بقطع الشيكولاتة الصغيرة، وإضافة ملون غذائي باللون الأحمر الذي يحبه إلى بعض القوالب، وبعد ذلك تغلف جيدًا حتى يبيعها في اليوم التالي.
شعوره بالسعادة للعمل في الشارع
بابتسامة صافية، يملأها الحب والأمل في إقبال العابرين على بضاعته، يجلس صاحب الـ38 عاما، في وضع هادئ، واضعًا على الطاولة أمامه علبة بلاستيكية مربعة الشكل، يتراص فوقها قوالب الكب كيك التي يبيع الواحدة منها بـ5 جنيهات، وبجوار ذلك يضع آلة حاسبة يحب أن يستخدمها في جمع الحساب عندما يقبل عليه الكثير من الزبائن: «فيه ناس كتير بتيجي.. بيحبوا كيكة نوال»، معبرًا عن سعادته بالتعامل مع الناس في الشارع ووجوده بجوارهم.
نزوله للعمل بعد إصابته بالاكتئاب
عبر محمد أبو مازن، أحد الباعة الجائلين، الجالسين بجوار سليمان، عن حبهم له، وحرصهم على حمايته ضد أي شخص يضايقه: «مفيش حد يقدر يضايقه طول ما أحنا موجودين»، إذ يسكن سليمان وعائلته بالقرب من شارع شبرا، ولديه 5 أخوة، ووالدته سيدة منزل، شجعوه جميعًا على النزول والعمل في الشارع بعدما أصيب بالحزن والاكتئاب لجلوسه أغلب الوقت في المنزل: «والده متوفي.. وأخته نوال بتجيبه الصبح يقعد معانا يشتغل، وآخر اليوم بتأخده»، وفقًا لـ أبو مازن.
«رزقه واسع» كما وصف المحيطين به في الشارع، إذ يُقبل الكثيرين على شراء الحلوى منه حتى تنفذ سريعًا، كما يحرص آخرون على التصوير معه بالمنتجات التي يبيعها، لدعمه وتشجيعه على الاستمرار في العمل، وإلى جانب ذلك، يتبادل أصحاب المحال المجاورة له في شارع شبرا وروض الفرج تقديم الطعام له، وكل ما يحتاجه على مدار اليوم: «بقاله معانا حوالي شهرين.. بنتونس بيه وفرحانين بوجوده وسطنا».