«عارفه يا مرتي الراجل في الغربة يشبه إيه؟.. عود دره وحداني.. في غيط كمون»، كلمات كتبها القدير عبدالرحمن الأبنودي، في قصيدته وديوانه «جوابات حراجي»، سجل فيها حياة كل بيت مصري دفع بابن من أبنائه لبناء السد العالي. زاد من جمال الكلمات صوت راويها.
أن تقرأ فترتبط روحك بالكلمات؛ ثم تقرأ وتسمعها بصوت حكاء وراوٍ وشاعر من العيار الثقيل، تعيش مع صوته في كل خطوة من خطوات «حراجي» وثقل جلبابه بالهموم، وآهات «فاطمة» الواقفة أمام القدر وحدها.. تلعب مع «عزيزة» و«عيد» في حوش الدار الفسيح، لكن أن تقرأ فترسم بخيالك عالم حراجي وتضعه على الأوراق، فتمزج بين روعة النص وجمال الكلمة لتنتج رسما يوصل لك الإحساس وإن لم تقرأ الكلمات! هذا ما فعلته سمر أحمد، الطالبة في كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، بمشروع تخرجها.
بسيطة وفيها حب حقيقي
«بسيطة وفيها حب حقيقي»، بهذه الكلمات عبرت «سمر» لـ«»، عن حبها العميق للأبنودي و«جوابات حراجي»: «شخص عبقري لكنه بسيط، أعماله بتوصل للقلب بسرعة»، ترى أن الأبنودي نابغة جيله وفي صوته شجن وحنو، يعبر من خلال كلماته عن الحب الحقيقي المخالف لحب الروايات والأفلام.
عمق كلمات الأبنودي يدفع «سمر» للرسم
ترسم «سمر» بريشتها ما لم تقله الكلمات وإن شئت اكتفيت بالرسم دون النظر للكلمات، فهذا ساعي البريد يقبل على دار «حراجي» ويستقبله «عيد» فاتحا ذراعيه كالمنتظر ثدي أمه، وهذه «فاطمة» تحتضن خطابات زوجها راقصة كمن ترقص يوم عرسها، تزيد الغربة «حراجي» ألما ولا يدفعه لمواجهة الدنيا إلا حلم السد وحلم احتياجات البيت، «الكلمات كانت عميقة جدا مش سطحية، ومن خلالها قدر يوصفلي حقبة بناء السد العالي، كأني عشتها، وحال البلد كان عامل إزاي وقتها، بشكل بسيط وسلسل، لما كنت بسمعها منه دايما كنت بتخيل ليها رسومات، وبتمنى أكمل الديوان بالرسوم في يوم من الأيام وينشر بيها».
للأبنودي روح خاصة تلازم «سمر» رغم عدم ميلها للشعر إلا أنها ترى في كلماته خصوصية، وتكن لقصائده حبا خالصا.
تحلم «سمر» أن يكون لها نصيبا في مجال كتب الأطفال، «نفسي أرسم لكتب الأطفال، ودخلت الكلية عشان حباها وكان عندي حالة انبهار شديدة برسومات بنت خالتي».