يسير بين المصريين وكأنه واحد منهم، يتحدث اللغة العربية بشكل بسيط، لكنه يفهمها بشكل جيد، لغته الأم ولون بشرته السمراء، لم يكونا عائقًا أبدًا أمامه لينخرط في المجتمع المصري، ويصنع صداقات جيدة، ويقيم علاقات وطيدة مع جيرانه، بعد عشرة دامت لسنوات، لكن اليوم الأمر مختلف، لأول مرة سيختلف هدفه عنهم، وانتمائه سيدفعه لأن يكون منافسًا لهم في التشجيع، لأنه مواطن سنغالي، في ليلة فارقة، يوم مواجهة منتخب مصر والسنغال في المباراة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم 2022.
مامادو نيوم، مواطن سنغالي مقيم في مصر في محافظة القاهرة، جاء لمصر قبل سنوات للدراسة في جامعة الأزهر، وعاش فيها لسنوات عدة، بعد التحاقه بمعهد باراموني، يسافر للسنغال فقط كل عام مرة واحدة، لتصبح مصر بلده الثاني حسب حديثه لـ«».
مشجع سنغالي: شعوري متضارب وأتمنى فوز السنغال
شعور «مامادو» اليوم مختلف تماما ومتضارب، منتخب بلاده الشنغال يواجه بلده الثاني مصر، في مباراة فاصلة، بلد واحد فقط سيصعد إلى نهائيات كأس العالم في قطر، والأخرى سيصيب شعبها الحزن والحسرة على الفرصة الضائعة، وهو ما جعله في حيرة بين موطنه ومكان معيشته لكنه حسم الأمر دون تفكير، «السنغال أولًا وأخيرًا».
الرجل الأربعيني مشجع السنغال تمنى فوز منتخبه والصعود لكأس العالم: «سأشاهد المباراة من المنزل مراعاة لشعور المصريين من أصدقائي وجيراني، على الرغم من أن البعض منهم دعاني للمشاهدة معهم، لكنني رفضت كما فعلت في نهائي كأس الأمم الإفريقية الماضي، نظرًا لأهمية المباراة والمشاعر المشحونة، واكتفيت بالمشاهدة وحيدًا في البيت خاصة أن التلفزيون المصري يعرضها مجانًا».
يتوقع «مامادو» فوز منتخب بلاده على الفراعنة، أو على الأقل الخروج بنتيجة طيبة سواء بالتعادل أو الهزيمة بفارق هدف ما يسمح بالتعديل في مبارة العودة بالسنغال، معقبًا: «ساديو ماني سوف يتولى الأمر، يستطيع هز شباك منتخب مصر بكل سهولة، ومحمد صلاح هو الخطر الأكبر على دفاعاتنا».