| «سنية» تجاوزت السبعين وتعول 5 من بيع المناديل: جوزي مريض وابني مش شغال

على أحد جوانب كوبري المشاة المجاور لجامعة القاهرة، تجلس سنية عبدالحافظ «أم سعيد»، وهي سيدة في العقد الثامن من عمرها، خلف قفصٍ بلاستيكي يحمل فوقه علبا من المناديل تستعين ببيعها على مواجهة صعوبة الحياة، وبوجهٍ أكثر ما يميزه هو الابتسامة الدائمة والتجاعيد التي تتخلل قسماته.

«جوزي كبير وتعبان مبيشتغلش.. عندي ولد وبنت متجوزين بس أنا بصرف على ابني ومراته وولاده الاتنين لأنهم مبيشتغلوش.. أنا باجي هنا أبيع مناديل وربنا بيبارك في الفلوس اللي بجمعها»، هكذا قالت «أم سعيد»، 74 عاما، التي تعيش بقرية صفط اللبن في مركز كرداسة بمحافظة الجيزة، في حديثها لـ«».

مرض الزوج واضطرار الزوجة للعمل

بعد مرض الزوج وتهاون صحته، وجدت «أم سعيد» نفسها مُطالبة في بداية كل شهرٍ بـ 300 جنيه كإيجار للشقة التي يعيشون بها، بخلاف فواتير الكهرباء والمياه والغاز، فضلا عن الاحتياجات المعيشية الأخرى، ما دفعها في النهاية للجلوس أعلى كوبري مشاة بالجيزة وملازمته لأكثر من 12 ساعة يوميا، تعود بعدها إلى منزلها مع وصلةٍ جديدةٍ من العمل: «باجي أبيع من الساعة 5 الصبح وبرجع 5 المغرب.. ولما أرجع البيت ببدأ أحضر أكل وأشوف شغل البيت».

بيع المناديل هو السبيل الوحيد لهذه الأسرة المكونة من 6 أفراد، لكسب عيشها في ظل عدم حصول الزوج على معاش: «جوزي مبياخدي معاش، هو معاه البطاقة الورق القديمة ولأنه كبير في السن مش عارف يمشي في الإجراءات ويطلع بطاقة جديدة، وكمان مش معاه شهادة ميلاد وساقط قيد، اسمه مش على الكومبيوتر»، بحسب «أم سعيد».

رضا «أم سعيد» رغم آلامها وظروفها الصعبة

بالرغم من الضعف والتهاون الذي تملك جسد «أم سعيد»، وكثرة المشاق التي تتكبدها طيلة فترة ملازمتها للكوبري، إلا أنها مُحاطة بحالةٍ من الرضا، وتجدها دائمة الابتسامة، خفيفة الظل؛ توزِع ضحكاتها هنا وهناك، ما جعلها تسكن في قلوب كل من حولها: «الحمد لله على كل حال.. في ناس معندهاش الصحة اللي عندي، وأنا ربنا مديني صحة علشان خاطر اللي ورايا.. اللي هنا كلهم بيحبوني ولو غبت يوم بيسألوا عليا».