| «سواق وبينضف شقق وشيال».. «عماد» صعيدي يكافح من أجل علاج والديه

بمجرد أن أنهى المرحلة الابتدائية وأصبح طالبا بالصف الأول الإعدادي، عرف طريق الشقى والكفاح والسعي خلف لقمة العيش، فظروفه الحياتية أجبرته على أن يعرف كل معاني «الشقى» سريعا وصنعت منه رجلا يعتمد عليه قبل حتى أن يبلغ سن المراهقة.

والحديث هنا عن عماد محمد سيد رشوان، الشاب الصعيدي صاحب الـ 21 سنة والحاصل على دبلوم زراعة ويعيش بمركز منفلوط بمحافظة أسيوط، ويمارس عدة مهن في ذات الوقت حتى يستطيع أن يوفر أموال الأقساط والجمعيات المختلفة الملتزمة بها عائلته، ومن قبلهم مصاريف علاج والده والدته اللذين يحتاجان لعلاج وأدوية بشكل يومي.

بدأ الشاب الصعيدي العمل وهو طفل بالصف الأول الإعدادي

وبدأ الشاب الصعيدي مشواره مع العمل من خلال «توك توك»، كان يعمل سائقا له، وكان حينها لم يكمل عامه الحادي عشر حتى: «بشتغل من وأنا في أولى اعدادي كنت سواق توك توك، وبعدين عامل بوفيه في مكتب».

وكان ذلك قبل أن يتمكن ابن محافظة اسيوط من تعلم قيادة السيارات، ويصبح سائقا ماهرا لها، حيث يقول «عماد» في حديثه مع «»: «اتعلمت السواقة وبدأت أسوق لمكتب سيارات وحسيت ساعتها أن الدنيا ضحكتلي».

العشى الليلي منع عماد من قيادة السيارات في المساء

لكن لم تستمر ابتسامات الحياة إلى الشاب الصعيدي كثيرا، حيث وجد نفسه بدون مقدمات يعاني بما يسمى بـ «العشى الليلي» وهو عرض لا يسبب انعدام للرؤية بشكل كامل، لكنه يضعفها بشكل كبير، وبسبب هذا العرض أصبح لا يستطيع القيادة ليلا، وبدلا من العمل كسائق طيلة اليوم لساعات كثيرة حتى يتمكن من توفير الأموال الكافية لنفقاته ومساعدته لأسرته، أصبح لا يستطيع العمل كسائق إلا خلال ساعات النهار فقط، حسبما يحكي «عماد».

ولأنه شاب مكافح لم يستطع «العشى الليلي» أن يقف عائقا أمام الشاب الصعيدي، واكتفى بالعمل كسائق نهارا وفي المساء ويوم أجازته يمارس أعمالا أخرى تزيد من دخله المادي: «بقيت انضف شقق أو انقل عفش وسيراميك ودقيق على كتفي، أو أطلع مع عامل بناء كمساعد له».

حلم عماد وظيفة بدخل معقول

ويعيش «عماد» رفقة والديه وشقيقه الأكبر بمنزل صغير مساحته 50 مترا مكونا من دور أرضي نجح الأب والنجلين في بنائه، بعد سنوات من العيش بشقق إيجار، ولهذا يحلم الشاب الصعيدي أن يبني شقه له ويساعد شقيقه الأكبر على الزواج، مضيفا في نهاية حديثه مع «»: «نفسي الاقي شغل كويس بدخل محترم يساعدني أحوش منه بدل ما كل اللي جاي على قد اللي رايح جمعيات وأقساط وعلاج».