| سوداني يبيع فساتين الأطفال على رصيف العتبة: «حياتي احلوت في مصر»

غربة وشعور بالوحدة وألم داخلى، مشاعر مختلطة تدور في قلب «مختار إسحاق»، منذ ترك بلده السودان وجاء إلى مصر بحثاً عن العمل، لكن صاحب الـ28 عاماً، كان يمتلك فكرة قلما تخطر على بال أحد، وهي بيع فساتين الأفراح على الرصيف، والتي لاقت استحسان الكثير من الناس.

كان «مختار» مضطرا لمغادرة بلده بشمال السودان، بسبب ظروف المعيشة الصعبة التي تواجهها أسرته، فقرر الرحيل في عام 2019 لتحسين أحواله، ولكن الأمر كان صعباً للغاية فترك الأوطان يصيب جرحاً في القلب من الصعب التئامه: «مكنتش متخيل إنه ممكن يجي يوم وأسيب أهلي وبلدي، حاجة تقيلة أوي، ولحد دلوقتي مش عارف عملت كده إزاي وقادر أقف وأكمل».

ألم يتحول إلى أمل

ألم «مختار» يتحول إلى أمل عندما جاء إلى بلده الثاني مصر، فاستقبله المصريون أحسن استقبال وكونوا صداقات معه، مما كان له جانب كبير في التخفيف من شعور الوحدة والاحتراق الداخلي لديه: «الحياة احلوت شوية، أول ما سبت بلدي كنت متضايق جداً وزعلان عشان بعيد عن أهلي وناسي، بس هنا حسيت إني وسط أخواتي وصحابي».

«مختار» يشق طريقه في مصر

بدأ «مختار» في تحقيق ما جاء اليه، وهو العمل من أجل تحسين الظروف حتى يستطيع العودة والاستقرار في بلده، ظل في رحلة بحث طويلة ليجد ما يناسبه: «في الأول كنت خايف ملاقيش شغل وأرجع على السودان يا مولاي كما خلقتني، بس الحمد لله استقريت على بيع الفساتين بشتريها من المصانع وببيعها للناس».

فساتين الأفراح على رصيف العتبة

يبيع «مختار» فساتين الأفراح بمختلف الأحجام والعلى حسب السعر، على أحد أرصفة العتبة بمحافظة القاهرة: «بجيب من أول فساتين الأطفال والبنات الكبيرة، وعندي اللون الأبيض الطبيعي اللي كل الناس بتشتريه، وعندي الأخضر الفاتح والبمبي، وبعلق كل فستان بالشماعة بتاعته على سور الرصيف، أما الأسعار ففيه فستان بـ 150 جنيه، وفيه بـ 230 جنيه، فكل اللي نفسه في فستان يقدر يجيبه بسهولة».

أمنيات «مختار»

يتمنى «مختار» أن يأتي اليوم الذي يستقر في بلده بالسودان، فهو دائماً يسيطر عليه شعور الوحدة، ولكنه على يقين بأنه يوماً ما سيزيل هذا الإحساس، ويعود لحياته السابقة المليئة بالبهجة والعفوية.