«الفن لا يحتاج لتأشيرة دخول» هو الشعار الذي بدأت به السورية بسمة الخليل بركات 34 عاما، دخولها عالم فن الديكوباج، وذلك بعدما غادرت بلدها إثر أحداث الأزمة السورية ليكن الفن هو المساحة الهادئة التي تحقق من خلاله أحلامها، في حياة خالية من الحروب والنزاعات.
«خرجت من بلدي سوريا وبحقيبتي جواز سفر ينزف.. وشهادة جامعية بالحقوق وبقلبي عشق للفن»، بدأت بسمة الخليل حديثها بتلك الكلمات لـ «»، إذ آمنت خلال عملها الشاق في ممارسة المحاماة أن الإنسان يحتاج من وقت لآخر أن ينعزل عن العالم من خلال الاندماج في فن راق يُشعره بالصفاء، على حد قولها، ومن هنا بدأت تعلُم مبادئ فن الديكوباج خلال إقامتها في احدى الدول الأوروبية.
تطوير بسمة في فن الديكوباج بمصر
كان فن الديكوباج هو الوسيلة الوحيدة لبسمة في رسم أحلامها بوطن معافى فاستطاعت من خلال إتقانها له أن تشعر بالأمان، كما أتاح لها التواصل مع المجتمع المصري، والتعرف عليه بعد استقرارها في مصر منذ ثلاثة أعوام؛ حيث اهتم الكثير من المصريين باقتناء القطع الفنية المصنوعة يدويًا لتذوقهم وتقديرهم لذلك الفن، وفق حديثها: «فن قديم جدا يعتمد بشكل أساسي على استخدام الورق والصور وعناصر أخرى ويتم تنفيذه على أسطح متعددة كالخشب والزجاج».
اهتمت بسمة بتطوير نفسها دائمًا في فهم كل ما يتعلق بالديكوباج، عن طريق الدراسة أون لاين على يد فنانين عرب وأجانب، حتى تمكنت من استخدامه في إعادة تدوير وتجديد الأثاث، ليتطور بذلك من مجرد قص ولصق الصور إلى تشكيل تصميمات مختلفة: «حتى أميز قطعي بعمل أشكال بقوالب الجبس وبشتغل عليه تلوين وبقدر أحول مادة الخشب مثلا لشكل الحديدي أو حجري باستخدام تأثيرات متعددة».
تعليم الديكوباج للنساء
من خلال عملها بسوريا، أدركت أهمية أن تكون المرأة مستقلة ماديًا، وأن تصبح مصدر رزق مستقل، ولذلك اهتمت بتعليم النساء المصريات والعرب تلك الحرفة من خلال الورش المهنية: «حسيت اني لازم يكون لي دور في دعم المرأة نفسيًا وماديًا.. وخاصة النساء إللي اجبرتهم الظروف تكون المعيل الوحيد لأسرتها»، بالإضافة إلى إقامتها لدورات تدريبة عن طريق الانترنت أتاحت لها تعليم جنسيات مختلفة.
الدمج بين الثقافات المختلفة
تميل بسمة في أعمالها إلى القطع الفنية التي تُعبر عن الموسيقى سواء كانت آلات موسيقية أو قطع أثاث مصممة بشكل شبيه للآلات الموسيقية، وتعتبر نقطة القوة والاختلاف في فنها هوالمزج بين الثقافات المختفلة: «فن الديكوباج هو العالم الذي أتجاوز به حدود الزمان والمكان بحس إني بختصر العالم بقطعة فنية أرسمها وألونها كما أحب؛ وحددت حلمي الذي لا حدود له، في وضع بصمتي الخاصة في فن الديكوباج، وأن يصل صوتي للعالم من خلال الفن كفنانة عربية».