ملامحها الأجنبية الواضحة، تجذب الجميع فور رؤيتها للوهلة الأولى، رغم كبر سنها الذي ذهب بجمالها السابق، ليخط الحزن بجواره آثاره المؤلمة، وخاصة في عينيها الغائرتين بالدموع، إذ لم تتوقع أن ينتهي حالها بعد انتقالها من روسيا إلى مصر قبل أعوام، أن يتركها أبنائها بمفردها داخل إحدى دور رعاية المسنين بالإسكندرية.
من روسيا لمصر.. رحلة «فاطمة» للاستقرار
منذ سنوات عديدة، غادرت فاطمة الزهراء أحمد، 85 عاما، موطنها في روسيا وانتقلت إلى مصر، لتستقر بها وتبني أسرة صغيرة وسط حياة هادئة، ولكن كثيرا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، إذ توفي زوجها، وأصيبت بمرض الزهايمر بعد تقدمها في العمر، بحسب حديث نجلها حسين رجاء: «أنا ابنها المصري هي كانت متجوزة قبل كده في روسيا، وكان عندها بنت وولدين مش عايش منهم دلوقتي غير ولد واحد ومينفعش ياخدها عشان أسلمت».
يحكي «حسين» أن والدته تعيش في شقة مقابلة لمنزله بشارع سوتر في محافظة الإسكندرية، إذ كان يذهب دائما للاطمئنان عليها ويقيم معها كثيرا، ثم اتفق مع جليستين لرعايتها صباحا ومساء بمقابل مادي: «هي قاعدة قدام شقتي على طول، وساعات بتيجي تقعد مع العيال وتاكل عندي، هي عايشة لوحدها عشان مبتحبش الدوشة، و بعد ما جالها الزهايمر بقيت ساعات تعرفني وأوقات لأ».
هروب «فاطمة الزهراء» من دار الرعاية
بعد إصابتها بالزهايمر، قرر الابن المصري نقل والدته لعدة دور رعاية المسنين بالإسكندرية، ولكنها كانت تهرب دائما وتعود إلى منزلها، الذي عاشت فيه أجمل أيام عمرها، لشعورها بالحنين الجارف له، فلم تكن تعلم أن الحال سيتدهور بها وتصل إلى هذه المرحلة التي تصبح رعايتها ثقيلة على فلذة كبدها.
مع تكرار هروبها من دور الرعاية وتدهور حالتها الصحية، تم رفض طلب «حسين» لنقل والدته لدار جديدة بسبب انتهاء مدة بطاقتها المصرية: «أنا دلوقتي بجدد الورق عشان أوديها».
حقيقة طلب المساعدة عبر مواقع التواصل
وجد «حسين» منشور متداول باسمه عبر مواقع التواصل الكريمة بصورة والدته «فاطمة الزهراء» يطلب فيه المساعدة لإدخال والدته دار رعاية، بعد رفض طلبه، وهو ما نفاه تماما: «هي كانت قاعدة مع الجليسة في الجنينة، وفي شخص صورها وسألهم على اسمي وكتب البوست وحط صورتها مع الشنطة اللي عليها رقمي، وقام جاي مشيره على الفيس وأنا لحد دلوقتي معرفش مين اللي عمل كدا وفي ناس كتير اتصلت بيا، واحنا مش بنشحت أنا معيشها عيشة ملوكي»، مبديا حرصه على تقديم الرعاية الكاملة لوالدته.