في أحد مداخل عمارات حي عين شمس، أسس «سيد سعد» مقرًا لعرض مشغولاته الفنية، التي استطاع بلمساته السحرية إخراجها بأقل الإمكانيات المتاحة له، من الكراتين والجبس و«البوليستر»، إذ عكف على صنع الأشكال المستوحاة من شخصيات فنانيس الرمضانية والتماثيل الفرعونية، التي تبدأ رحلة جديدة بعد الانتهاء من صنعها في شارع المعز وخان الخليلي.
«سيد» يجمع بين عمله ورعاية والدته
وأثناء بحث الرجل الثلاثيني عن أفكار تُمكّنه من مجالسة والدته المريضة ومباشرة عمله من المنزل في الوقت ذاته، وجد أحد صناع المحتوى على اليوتيوب يسهل له الطريق فاستلهم منه شرارة الإبداع، يحكي «سيد» في حديثه لـ«» عن بداية مشروعه الصغير: «أنا مش متعلم فنون جميلة أو النحت معايا شهادة الإعدادية، بس جت الفكرة من خلال الكراتين والجبس عملت في الأول مقبض باب، وبدأت أصمم الأشكال اللي بتمشي مع السوق، سواء بقى مرتبطة بمناسبة زي رمضان أو أعمل تحف فرعونية».
منتجات «سيد» تباع في شارع المعز وخان الخليلي
وبدأ صاحب الـ37 عامًا في اكتشاف موهبته حديثًا، ليشرع في تنفيذها حتى يربح منها المال، بعد عمليات بحث كثيرة لعمل يناسب طموحه وشغفه اتجاه الأشكال المنحوتة بـ«الجبس والبوليستر»، يقول: «دي موهبة ومهنة اتعلمتها بنفسي من الفيديوهات على اليوتيوب وبتناسب حبي ناحية الأعمال دي»، وتستقر هذه المنحوتات المصنوعة بأنامله بعد الوصول لشكلها الأخير في شارع المعز وخان الخليلي، ليتم عرضها أمام المارة من المصريين والأجانب المهووسين باقتناء مثل هذه الأغراض.
وتطرق «سيد» إلى الصعوبات التي يواجهها لمواصلة المهنة، مثل الخامات المستخدمة والإمكانيات وصعوبة التسويق، خاصة وأنّه أحيانًا ما يواجه ركودا في عملية البيع: «لما بتكلف قطعة تقدر تعوضها من خلال السحب الكتير على الشغل، ونفسي الناس تقدر إنّ المنحوتات دي مش عشان مصنوعة من الجبس فبيكون تمنها قليل»، وبنظرة رضى سكنت أعين الرجل الثلاثيني: «أنا بالنسبة للناس التانية معنديش إمكانيات بس الحمد لله أنا راضي».