على أرصفة أحد شوارع حي الدقي بمحافظة الجيزة، وعلى كرسي حشبي بسيط، يجلس «سيد » وأمامه طاولة تعلوها أرغفة الخبز وصندوق يضم كمامات ومصحف وأكياس مناديل، ساعيا لتوفير قوت يومه والإنفاق على أولاده الستة.
سيد: أبيع الخبز على الرصيف منذ 24 عاما
أكثر من ٢٠عامًا، على الرصيف، قضاها «سيد حسين شحاتة»، صاحب الـ 49 عاما والمقيم في أحد مساكن الدقي بمحافظة الجيزة يروى في حديثه لـ «»، رحلته اليومية في هذا المكان منذ 24 عاما: «أنا موجود في المكان ده من سنه 1998 وببيع العيش والنظارات والدنيا ماشية والحمد لله»، مضيفا أنه كان يعيش فى غرفة صغيرة أعلى سطح إحدى عمارات الدقي ثم انتقل إلى حي العمرانية ليسكن في شقة إيجار بمبلغ 1000 شهريا: «المكان كان صغير وغير مناسب والعيال كترت ومبقاش يكفينا».
يروي الرجل الأربعيني أنه يعول ستة أبناء «ثلاثة بنات وثلاثة أولاد»، تتراوح أعمارهم مابين 7 و25 عامًا، مشيرا إلى أنه لم يتمكن من استكمال تعليمهم: «كل ما أدخلهم المدرسة أخرجهم تاني عشان مفيش فلوس أدفعلهم المصاريف ومفيش حد ساعدني وبتمنى أولادى الإتنين الصغيرين يروحوا المدرسة».
جهاز ابنته الصغرى
وبصوت منهك من أثر الشقاء، استكمل الأب حديثه: «بنتي مخطوبة وهتتجوز في شهر 8 وبتمنى أي جمعية خيرية تساعدني في توفير الجهاز ومروحتش قبل كده لجمعيات خيرية».
واختتم الرجل الأربعيني حديثه بأنه لا يتقاضى معاشًا ولا يوجد لديه مصدر رزق سوى بيع بعض الخبز وبعض النظارات: «نفسي يكون عندى كشك صغير أحط فيه الحاجات بتاعتي وأستر منه باقي عيالي، مفيش حد وقف جنبي ولا ساعدني قبل كده وأنا راضي بأمر الله وحتى لو كسبت نص جنيه حلال أنا راضي والحمد لله».