مشهد من فيلم أجنبي على أرض مصرية، حين كان موظفو إحدى الشركات منشغلين بعملهم، وكل منهم منكبًا على جهاز الكمبيوتر، وفجأة سمعوا صوت صراخ لعدة ثوان فقط، انتهى باصطدام سمع صداه جميع الموجودين في البرج البالغ 22 طابقًا، إذ فتحوا النوافذ ليجدوا شابًا ساقطًا على سيارة قد دمرت، وغارقًا في الدماء بطريقة مفزعة، بعد أنهى أحد الشباب البالغ 21 عامًا حياته.
كانت عقارب الساعة تدق الثالثة عصرًا، حين تجمع الكل حول جثمان الشاب، من بينهم محمد هشام، الذي يعمل بالطابق الثامن في أحد أبراج منطقة العباسية بمحافظة القاهرة، إذ يروي لـ «»، أن قلبه انفطر حزنًا على الشاب الصغير، وبعد ساعة واحدة فقط، رجع الشاب ليبحث عن سيارته ويعود لمنزله، ليفاجأ أن سيارته هي من سقط عليها الشاب، ليدخل في حالة من الصدمة والغرابة.
برضا تام على مصيبته، تحدث «محمد» عن تفاصيل الواقعة قائلاً: «كنت في شغلي وفجأة كلنا سمعنا صراخ وصوت خبط، فتحنا الشبابيك لقينا الكارثة دي، ونزلنا تحت عشان نشوف إيه اللي حصل، وبعد وقت من الواقعة عرفت إن عربيتي هي اللي اتدمرت».
سار «محمد» في الإجراءات القانونية ليعرف طريق الحصول على تعويض، نظرًا للأضرار التي تعرض لها، ولكن وجد نفسه أمام حالة إنسانية، خاصة بعد أن وجد أهل المتوفى، هم الذين وجب عليهم دفع قيمة التعويض، مقررًا التنازل عن حقه: «حاولت ماحسسش والد المتوفى إنها عربيتي، ورغم إن الموضوع صعب، إلا إني تنازلت عن حقي لأني مش هقدر أزود مصايب الأب اللي فقد ابنه».
السيارة تحتاج 30 ألف جنيه لتصليحها
سيارة «محمد» البالغ سعرها 120 ألف جنيه، تحتاج لحوالي 30 ألف جنيه مبلغ تصليحها، فضلاً عن أن قيمتها ستقل كثيرًا، والآن لا يعرف الشاب ماذا يفعل بها: «زعلت على المتوفى أكتر من عربيتي، لأنها روح ومفيش أهم من الروح، ومتنازل عن حقي».