ساعات طويلة يقضيها الشاب الجزائري، يوميًا، مختليًا بذاته جالسًا وسط كميات كبيرة من عيدان القصب، يضع الواحدة منها بجوار الأخرى وفقًا لترتيب وتنسيق معين، ليشكل في النهاية مجسمات غاية في الروعة تنال إعجاب كل من يراها.
اكتشاف «أمين» لموهبته وتطويرها
موهبة كبيرة تمتع بها الشاب الجزائري «أمين»، صاحب الـ29 عامًا، في صناعة وتشكيل التحف الفنية، من خلال مهارته في استخدام عيدان القصب، والتي اكتشفها في بداية العقد الثاني من عمره، بحسب حديثه لـ«»، وأنه عَمل على تطويرها باستمرار حتى تمكن في النهاية من تشكيل قصر كامل بهذه الطريقة.
عاد الشاب العشريني بذاكرته سنوات طويلة للخلف، ليروي أنه لاحظ منذ صغره ميله الشديد إلى استخدام عيدان القصب، لذا بدأ في ممارسة هوايته وتشكيل بعض المجسمات البسيطة وهو في الثانية عشرة من عمره، معتمدًا على تشجيع أهله الدائم له ونظرات الانبهار التي يراها في عين كل من يعرض عليه أعماله: «تشجيع الناس ساعدني أكتر أني أطور من نفسي وموهبتي وبدأت أجرب كتير وأشتغل كتير علشان أقدم شغل أحسن».
قصر كامل من عيدان القصب
رغبة الشاب الجزائري في تقديم أعمال أجمل وأرقى من عيدان القصب، دفعته إلى البدء في تشكيل مجسم كامل لقصر من عيدان القصب في عام 2010، إلا أن وقتها دراسته الجامعية حالت بينه وبين الاهتمام بهدفه ومراعاته، ما تسبب في بعد المسافات بينهما وقلة التلاقي: «اهتمامي بدارستي الجامعية منعني من أني أباشر عملي للمجسم كل يوم، علشان كده استغرق مني وقت طويل جدًا وكنت بنقطع عن العمل لفترات طويلة»، وأنه تمكن أخيرًا من الانتهاء من تشكيل مجسم القصر في عام 2021 أي بعد مرور 10 سنوات كاملة، بينما المدة الفعلية المُستغرقة في العمل هي قرابة الـ3 سنوات.
«مجسم القصر تعبني جدًا بس كنت مستمتع وأنا بعمله، وهو بيحتوي على هندسة مفقودة عالميًا».. قالها «أمين»، وأنه يطمح دائمًا إلى الترويج لأعماله في مختلف بلدان العالم، والمشاركة في المعارض الفنية المختلفة، إلى جانب رغبته في بيع مجسم القصر لمن يُقدر الجهد المبذول فيه والفن المُقدم من خلاله.