داخل محل صغير بمنطقة باب الشعرية يجلس رجل أربعيني، يمسك بألواح من الصفيح والنحاس، يضعها على قالب مرسوم على شكل معين، ليصنع منه قمعًا، أو مكيالًا، بأشكال مختلفة وأنواع متعددة، وكل ذلك تعلمه من والده الذي بدأ العمل في هذه المهنة من ثمانينيات القرن الماضي.
محمد حسين، 42 سنة، يعمل في ورشة ورثها عن والده، لإنتاج أقماع ومعايير أو مكاييل يصنعها بيده وبعض الأدوات البسيطة، لا تتعدى المطرقة والقصدير وصفائح النحاس أو الصفيح.
مراحل تصنيع القمع
يمر القمع الواحد الذي يقوم «محمد» بصناعته بعدة مراحل تبدأ من تحديد عدد الأقماع التي سينتجها اللوح الواحد«بعد ما بنعرف اللوح بيطلع كام قمع، بنجيبه ونفصله بعد كده نقصه على حسب العدد المطلوب، وبعد كده بنلفه على القالب اللي بيكون على شكل القمع اللي عايزين نصنعه، وبندخل على التانية اللي بتلف الألواح على القالب لتطبيعها عليه»، وبعد هذه المراحل المختلفة يبدأ في تقفيلها من الأسفل بوضع صفيحة جديدة، لإحكام القطعتين ببعضهما عن طريق لحام القصدير، أو بنط الكهرباء، وبعد ذلك يصبح القمع جاهزًا للبيع.
ورشة عمرها 40 عاما
افتتح والد «محمد» الورشة قبل 40 سنة، لتكون الوحيدة الباقية إلى هذا اليوم بين أقرانها في نفس الصنعة، وورثها هو بعد والده، «احنا الورشة الوحيدة على مستوى القاهرة، بتبصنع الأقماع والمعايير بالشكل ده، وأبويا كان مشهور في المنطقة»، كان المحل القديم شهيرًا في المنطقة باسم حسين الأعور، بحسب حسين، وتم نقله عدة مرات من منطقة إلى منطقة حتى استقر به الحال في الشارع الموجود بباب الشعرية بالقاهرة.