فانوس كبير مصنوع من الخشب، أمام منزله بقرية أورين، مركز شبراخيت بمحافظة البحيرة، على جانبيه صور لوالدته بمفردها، وصور له ولوالدته معًا، وجوانب أخرى بها رسومات إسلامية، كمحاولة من تامر عيسى، للاحتفال بشهر رمضان الكريم، مع والدته بعد وفاتها منذ عام ونصف، تخليدًا لذكراها، وليدعي لها بالرحمة كل من يرى الفانوس.
صمم «تامر» الفانوس بطول يصل إلى متر تقريبًا، للاحتفال بشهر رمضان، مستحضرا ذكرى أمه، إذ خطرت الفكرة على باله لتوافق عيد الأم مع الاحتفالات بقدوم الشهر الكريم، وكتب عليه: «رمضانك في الجنة إن شاء الله يا أمي»، يحكي بداية الفكرة لـ«»: «اخترت شكل الفانوس، وطبعت صور أمي، وصورنا مع بعض عليه، عشان أمي مش معايا في رمضان، ولا عيد الأم وعاوزها تفضل معايا طول شهر رمضان».
إضاءة وسماعات لتشغيل القرآن الكريم
لا يستقر الفانوس في الشارع صامتًا أو حتى مظلمًا، بل وضع «تامر» به لمبات لإضاءته ليلًا، وسماعة صوتية، يتم توصيلها بكارت ميموري، لتشغيل ما تيسر من آيات القرآن الكريم وابتهالات الشيوخ، كي يدعي لها كل من يمر بجانبه بالرحمة والمغفرة: «دي أقل حاجة أقدمها لوالدتي ربنا يرحمها، كنت بتمنى إنها تفضل معايا كل رمضان، بس ده قضاء الله وقدره، وديه كانت محاولة إني أحس بوجودها جنبي».
انتشار فكرة الفانوس بصور المتوفيين
ذهب عديد من جيران «تامر»، ومن يرى الفانوس، لتقليد فكرته، إذ بدأت تنتشر الظاهرة بمركز شبراخيت، حيث توضع صور الأشخاص على الفانوس تخليدًا لهم، وليشعر ذويهم بوجودهم، بعد وفاتهم: «ناس كتير كلمتني لدرجة إن صاحب الاستديو اللي بيتطبع الصور، قال لي إنه مش ملاحق على الطلبات».
يرتبط «تامر» بوالدته كثيرًا، فما يزال يحتفظ ببطاقتها الشخصية معه ومحفظتها، ويحافظ على زيارتها في المقابر يوميًا، ورغم وفاتها، إلا أنه ما يزال يشعر بالحنين إليها، وحكاية تفاصيل ما يحدث معه في حياته لها: «اللي بعمله جزء بسيط من رد الجميل لوالدتي».