يتجول في شوارع منطقته باحثًا عن كنز غير عادي، فالكثير من الفنانين يجذب انتباهم الأخشاب والنحاس والرسم، لكنه يبحث عن أمر مختلف تمامًا، وكلما رأى إطارات السيارات المستعملة القديمة مهملة على الطرق، تلمع عيناه ويلتقطها في شغف ولهفة، فهي ليست مجرد أمر مصيره سلة المهملات ولكنها العشق الذي نما بداخله وحوله إلى فنان متميز.
يحكي «نكوتشا إرنست» الذي يعيش في نيجيريا، لـ«» أنه منذ عام 2012 بدأ في البحث عن إطارات السيارات القديمة ليصنع منها أعمالًا فنية مختلفة، جعلت منه نحاتًا بارعًا: «وجدت بداخلي شيئًا خفيًا يجذبني إلى استخدام إطارات السيارات، وصنع التحف الفنية المختلفة منها، فالناس يرونها قمامة وأنا أراها مادة خام للفن والإلهام، وتحويل شيء مهمل إلى شيء غير عادي هو معنى الإبداع».
تخرج الفنان النيجيري من كلية «أوتشي» للفنون بمدينة لاجوس، ثم إلتحق بالدورات التدريبية وقرأ أكثر عن فن النحت وطبق ما تعلمه على الإطارات: «لدي ورشة منذ 7 سنوات، بداخلها الأدوات التي قد احتاجها من المسامير والمنشار الكهربائي والأشياء الأخرى، بالإضافة إلى إطارات السيارات التي تصلح لأعمالي».
«موهبة نمت بداخلي وكان ينبغي استغلالها» .. بتلك الكلمات وصف الشاب الثلاثيني حبه لصنع تماثيل من إطارات السيارت التي يلتقطها من الشوارع والورش، وأصعب شئ هو معرفة الشكل النهائي للتمثال الذي يصنعه، فهو فقط يبدأ في استخدام الإطارات وتشكيلها بحسب خياله لكنه لا يعرف شكلها النهائي: «آخر أعمالي حصان في ولاية أوهايو الأمريكية، وهو تكليف مباشر منها، واستغرق الأمر لصنعه 4 أشهر وانتهيت منه في بداية الشهر الحالي، واستخدمت فيه البنس وكماشة وآلة للحفر».
يتطلب الشكل النهائي من العمل الفني وقتًا طويلًا: «كثيرًا ما أقف أمام الإطارات ولا أعرف ما ستصبح عليه في النهاية ولكني أعرف أن الإلهام يأتيني لأصنع شيئا مختلفًا، وهو أمر يصعب على الكثيرون فعله، وأطول وقت استغرقته في صنع تمثال هو 8 أشهر».. يحلم الفنان النيجيري بانتشار معروضاته حول العالم.