| شاب ينتصر على السرطان بعد صراع 7 سنوات.. «الطب عجز عن علاجه»

سنوات طويلة سلب منه عمله وصحته، ولم يستمتع برفاهية الحياة التي كان يعتادها قبل مرضه، إذ أصبح سرير المرض وجرعات الكيماوي الصديق المقرب له، رائحة العطر التي كان ينثرها على ملابسه تحولت إلى رائحة أدوية لم تفارق أنفه، هكذا عاش السوري قصي اليوسف، بعد أن تشخصت إصابته بمرض السرطان، وبعد سنوات تغلب عليه، ليكتب قصة عزيمة وإرادة مُلهمة للأجيال.

قصى اليوسف، حكى لـ«»، تفاصيل رحلته الطويلة وكفاحه مع مرض السرطان، حين أصيب به عام 2012، واستهدف كبده، وكان اكتشافه لمرضه متأخرًا، إذ اعتقد الأطباء في البداية أنه يعاني من التهاب بالمعدة والأمعاء، وكان يتعالج على أساس ذلك.

السوري قصي اليوسف يتحدث لـ«»: «رحلتي طويلة مع المرض»

تطورت حالة «قصى»، فدخل العناية المركزة، وهناك، أظهرت التحاليل وصور الأشعة إصابته بسرطان من الدرجة الثالثة: «أعمل استشاري طاقة وبنى تحتية وكنت أمتلك تأمينا صحيا، سافرت أتعالج بالجامعة الأمريكية في بيروت، وبدأت علاجي هناك، لكن بعد 9 شهور خسرت عملي ورجعت سوريا، مفيش حد بيشغل عنده موظف مريض سرطان».

كر وفر بين «قصى» والسرطان.. تحسن ثم انتكاسه

استمر «قصي» في حالة كر وفر مع المرض اللعين، خضع للعديد من بروتوكولات العلاج، وتغلب على مرضه، لكن عاد إليه مجددًا عام 2018، ولكن بصورة أقوى وأشرس من الماضي، إذ انتشر الورم السرطاني بالدماغ والرئتين والكبد والغدد الليمفاوية: «أخذت علاج في حالات الانتكاسة، بس مكانش من آثاره الجانبية تساقط الشعر، حينها شعري مكانش بيقع، كان بيقع قبل الانتكاسة، وبسبب العلاج والكيماوي أصبحت مناعتي ضعيفة، ركبت جهاز مزروع تحت الجلد باخد ما تبقى من جرعات الكيماوي، وبسبب العملية قلبي ضعف، وصارت كل جرعة باخدها رحلة بين الحياة والموت، أحيانا بيقف قلبي وتنفسي وبيضطروا ينعشوني».

الأطباء لـ«قصي»: «العلم يقف عاجزا عندك»

«العلم بيقف عاجزا عندك»، بهذه الكلمات أبلغ الأطباء قصي اليوسف تفاصيل حالته، مُعلنين له فقدان أملهم في علاجه، إذ يعاني من انتكاسات مُستمرة، وبدورها أثرت على عينيه وذاكرته، فأصيب بغياب رؤية جزئي وأحيانًا كلي، وفقدان مؤقت بالذاكرة، لكنه حافظ على الالتزام بنظامه الغذائي وممارسة الرياضة، ولم يعط بالًا لمرضه.

سلب المرض منه الصحة والعمل.. وأعطاه العزيمة والإرادة

تفاؤل وإرادة الشاب السوري لم تتوقف، ظلت في طريقها دون تغيير، فحركه الأمل ولم يتركه لحظة واحدة، مُحافظًا على ابتسامته التي ميزته عن غيره، فسلب منه المرض صحته وعمله، وأعطاه مكانهما عزيمة وإرادة، يقول: «لما قال لي الأطباء ذلك لم أستسلم، لما تكون حياتك على المحك، بيفتح في عقلك وإدراكك أمور مش شايفها، صار همي، البحث عن أي شيء يخص العقل والجسد، درست وأخد شهادات عالمية بالتغذية والتدريب، وصرت مدرب صحة عامة وأخصائي بتدريب وتأهيل مرضى السرطان، وحاليًا بعمل ماستر بعلم الحركة وميكانيكة التحريك بجامعة أمريكية».

قصي اليوسف يتغلب على مرضه بعد رحلة علاج 7 سنوات

تغلب الشاب السوري على مرض السرطان، بعد رحلة علاج استمرت لـ7 سنوات، كانت عبارة عن تحسن ثم انتكاسه، وأصبح مُلهمًا على مواقع التواصل الاجتماعي لغيره من مرضى السرطان والأصحاء أيضًا، ومثالًا يحتذى به في العزيمة والإرادة والأمل.