عشقه للسينما والأفلام المصرية القديمة، جعلت محمود شلتوت يفكر في مشروع توثيق التراث المعماري والسينمائي، بالتقاط صورًا فوتوغرافية لأماكن جرى فيها تصوير الأفلام الكلاسيكية، وذلك منذ عام 2017 بعنوان «Cairothenandnow»، وذلك من خلال توثيق الأماكن التي شهدت تصوير كلاسيكيات السينما المصرية، ونفس الأماكن على شكلها الحالي.
مشروع توثيق التراث المعماري والسينمائي
الفنان والمصور الثلاثيني محمود شلتوت، عاش في أمريكا حتى عمر الـ30، وكانت زياراته إلى مصر طوال هذه الفترة قليلة جدًا، حيث تربى خلال فترة الغربة على الأفلام المصرية القديمة، والتي كانت سبيله الوحيد للتعرف على شعب مصر وثقافته.
واقتبس «شلتوت» فكرة توثيق التراث المعماري من مشروع لتوثيق أماكن تصوير أفلام في نيويورك، ليقرر تنفيذها ولكن على الأفلام المصرية القديمة، إذ كانت بداية مشروعه عبارة عن صور بسيطة لأماكن أفلام مختلفة، وتوقف عن التصوير لفترة من الوقت، لانشغاله بالتدريس في الجامعة.
إذ يحتاج الشاب الثلاثيني لتوثيق أي من الأماكن التراثية، إلى متابعة المشهد أكثر من مرة للتعرف على موقعه، والبحث على الإنترنت أو سؤال أحد الأصدقاء أو العاملين بمجال السينما، ثم يتم اختيار زاوية التصوير الصحيحة والقريبة من المشهد، وتأتي المرحلة الأخيرة؛ وهي مرحلة دمج الصورتين في صورة واحدة بواسطة برامج «الفوتوشوب».
كلاسيكيات السينما المصرية
ودمج «شلتوت» نفسه في هذه الصورة مع عبد الحليم حافظ وهو يقف في انتظار فاتن حمامة على كوبري قصر النيل، من فيلم «موعد غرام (1956)».
فيما تُظهر هذه الصورة، المصور الثلاثيني مع هند رستم وفؤاد المهندس وشويكار ويوسف وهبي وماري منيب في فندق أمارانت بيراميدز الذي كان ولا يزال يوجد بداخله فيلا يوسف وهبي بك من فيلم «اعترافات زوج (1956)».
وفي الصورة التالية، يظهر محمود شلتوت مع شادية وصلاح قابيل في فيلم «زقاق المدق (1962)» في شارع المعز في القاهرة.
ويظهر «شلتوت» في هذه الصورة مع شادية أمام ميزون جروبي «جروبي جاردن كافيه»، في شارع عبد الخالق ثروت في وسط البلد، من مشهد في فيلم «كرامة زوجتي (1967)».
ولعل أكثر المشكلات التي تواجه محمود شلتلوت، هو هدم وتشويه الكثير من الفنون المعمارية، التي تعد تراثًا يجب الحفاظ عليها، وهو الأمر الذي أحيانًا ما يحرمه من ربط لقطات قديمة من الأفلام مع واقعها الحالي.