«أي قطعة مجانًا».. «الشكر لله فقط»، لافتات وضعها الشاب الثلاثيني محمد حسين على زجاج سيارته، بجوارها العديد من قطع الملابس بأشكال و«استيلات» مختلفة، واقفًا في أحد الشوارع بمنطقة الدقي، عارضًا الفائض من ملابسه لأي شخص محتاج رغبة منه في تبادل روح المحبة والود مع كل من حوله.
محمد حسين: الناس بتتبرع بالهدوم وتمشي
يحكي «محمد»، صاحب كشك لبيع الأكلات اليابانية، بأحد شوارع الدقي، في حديثه لـ«»، أنه بدأ هذا الفعل منذ نحو 10 أيام، رغبة منه في تبادل روح الود مع من حوله، والفكرة بدأت بعرض ملابس أسرته، حتى لاقت الفكرة استحسانا من الناس وبدأوا في المشاركة: «في ناس بقت تيجي تحط لبس على العربية وتمشي، وخلصنا حاجات وجات حاجات تاني».
يرى «محمد»، أن تقديم الملابس الزائدة للفقراء والمساكين، هو أفضل بكثير من الاحتفاظ بها دون الحاجة إليها: «بدل ما هي متطبقة في الدولاب، في ناس كتير أولى بيها.. الحاجة مهما كانت بسيطة بالنسبة لك أو مش محتاجها، في ناس كتير غيرك محتاجاها وتتمناها».
«من ساعة ما بدأت الموضوع ده وأنا بقيت أسيب العربية هنا وبرجع البيت مواصلات، علشان الشخص المحتاج يقدر ياخد في أي وقت»، هكذا قال «محمد»، الذي يعيش بمدينة السادس من أكتوبر، ويأتي يوميا إلى الدقي ليمارس عمله داخل الكشك في بيع الأكلات اليابانية، من الساعة الـ 7 صباحا وحتى الـ 9 مساء، ليعود بعدها تاركا سيارته مُحملة كما هي بالملابس.
لم يكتف «محمد» بعرض ملابسه الزائدة، وإنما وفَّر أيضا شُنط بلاستيكية، يضع فيها المحتاج ما يأخذه، بدلا من أن يمسكها في يده: «اللي بتعجبه حاجة، بتتطبقله وبتتحط في شنطة بلاستيك من المتعلقين على العربية.. اللبس كان متطبق على العربية بس من كتر التقليب إتفك من بعضه».