| «شافية» رفضت العوض ولسه شقيانة على عيالها بعد ما كبروا: «ربنا بيرزق»

«ابن مريض بالكلى، وابنة أرملة»، جسدا دافعا للسيدة السبعينية «شافية»، لتخرج يوميًا من منزلها رغم سنها الكبيرة وتثاقل جسدها بالأمراض، تجلس على رصيف أحد شوارع حي المهندسين في محافظة الجيزة، تحاول بيع بعض الأشياء البسيطة لتجني ما يُمّكنها من التكفل برعاية أسرتها «ثقيلة الحِمل». 

بجلباب أسود متواضع، وجسد يفضح تبعات الشقاء والألم، تجلس شافيه محمد، 71 سنة، على الرصيف، تنتظر من يترفق بحالها ويتعطف عليها بجنيه أو جنيهين، لتعود آخر النهار بما يكفي لشراء الطعام والعلاج لابنها، متناسية الأمراض التي تملكت من جسدها.

وفاة الزوج في حادث 

بكلمات عفوية وبسيطة، بدأت «شافية»، تروي لـ«»، تفاصيل حياتها، مشيرة إلى وفاة زوجها «فرغلي»، قبل 5 أعوام في حادث سيارة أثناء عبوره الشارع: «بعد الحادث قعد شهرين في مستشفى القصر العيني وبعدها مات»، لافتة إلى أنها رفضت بشدة الحصول على أي تعويض مالي من صاحب السيارة التي صدمته: «قلت لابني محمد مش مسامحاك لا دنيا ولا آخرة لو خدت جنيه واحد». 

3 أبناء، أنجبتهم السيدة السبعينية، وهم «سماح» أرملة لديها طفلتين، وتعمل في جمعية خيرية، وتحصل على 750 جنيها قيمة نصف معاش والدها الشهري، و«محمد»، يعمل مكوجي بعد ورث المهنة عن أبيه، و«حسين»، 27 سنة، يعاني من مشاكل في الكلى تعوقه عن العمل بشكل مُستمر، بحسب ما روت الأم «شافية».

وأشارت إلى أنهات كانت تعمل في تنظيف المنازل، قبل سنوات، ولكن بعدما تهاونت صحتها توقفت عن العمل: «فضلت في البيت لكن لما جوزي مات لقيت الحِمل بقى عليا لوحدي واضطريت أرجع للشغل في الشارع تاني»، لافتة إلى أنها تحاول بين الحين والآخر مساعدة ابنتها «سماح»، في توفير جزء من نفقات أطفالها.

خروج «شافية» للعمل رغم إصابتها بجلطة

وإلى جانب الآلام النفسية والجسدية التي تتجرعها الأم السبعينية يوميًا لحزنها على حال أبنائها وجلوسها على أرصفة الشوارع لساعات طويلة، تعاني أيضا من مشاكل صحية تضاعف من آلامها، إذ أنها أُصيبت بجلطة في المخ والساق قبل 5 أشهر: «ابني محمد اللي شغال مكوجي مش مقصر معايا، هو ظروفه صعبة والله يكون في عونه»، مشيرة إلى أنها عندما يزداد عليها التعب ولا تجد ما تأكله، تذهب لابنها «محمد»، ليرعاها بمنزله يومًا أو يومين حتى تتحسن صحتها وتعود بعدها للعمل.