| شباب أقصري يخصصون عمارة كاملة لاستضافة المرضى بالقاهرة مجانا.. رجالة «القرنة»

سبع سنوات كانت فارقة في حياة عشرات الشباب من مدينة القرنة بمحافظة الأقصر، كرسوا جهدهم وجزء من وقتهم ومالهم، لمساعدة أهالي مدينتهم من المرضى والمحتاجين، برزت جهودهم في أوقات الأزمات، وساندوا مرضى السرطان ومصابي كورونا، وتعددت أشكال الخير لديهم، حتى ذاع صيتهم في القاهرة.

غرفة مجانا في مستشفى شفاء الأورمان

البداية كانت من عام 2016، حين اتفق عدد من الأصدقاء الشباب في مدينة القرنة، على المساهمة في إنشاء غرفة كاملة مجهزة في مستشفى شفاء الأورمان، لصالح المرضى، كصدقة جارية عنهم، ومن هنا انطلقوا في سباق الخير، الذي ما يزال مستمرا حتى اليوم.

اتحدوا جميعا وانضم إليهم عدد آخر من شباب الأقصر المقيمين بالخارج، وزادت المبادرات الخيرية الخاصة بهم، وفي عام 2017 جمعوا مبلغا كبيرا من التبرعات، وخصصوه لشراء عمارة كاملة في القاهرة، وفرشوها بالكامل، وخصصوها كاستراحة لاستقبال وتسكين أهل القرنة المترددين على القاهرة، للمعيشة والإقامة فيها مجانا للمرضى، بحسب سيد الأمير، أحد شباب المبادرة، في بداية حديثه لـ«».

مساعدة مرضى كورونا

عام وراء الآخر، حتى انتشرت المبادرة، التي أطلقوا عليها اسم «شباب القرنة عائلة واحدة»، وزادت الفعاليات الخيرية الخاصة بهم، وبرزت جهودهم خلال أزمة كورونا، وفقا لرواية الأمير، ساعدوا مئات المصابين وشاركوا في شراء أنابيب أكسجين، وتم تخصيص فريق طبي لرصد حالات ومعالجة مرضى كورونا.

في العام التالي للجائحة، أطلق شباب القرنة، حملة واسعة للتبرع بالدم، لعمل رصيد يكفي لأهل القرنة، في بنك الدم الإقليمي، لاستخدامه عند احتياجه.

سيارة وشقة لمرضى السرطان

استمر قطار الخير وتواصلت مبادرات الشباب الأقصري، حتى نجحوا في شراء سيارة ملاكي، خصصوها لنقل المرضى إلى مستشفى شفاء الأورمان في الأقصر، بالمجان في نهايات العام الماضي، ونجحوا في شراء شقة سكنية لخدمة مرضى السرطان المترددين على المستشفى نفسها، والإقامة فيها مجانا دون أي مقابل، بحسب تأكيد الشاب الأقصري.

تلك الجهود الكبيرة والمبالغ المالية الضخمة، التي ينفقها شباب القرنة، هدفها الأول مساعدة أهالي مدينتهم دون أي مقابل، وبحسب قول الأمير: «كلنا أهل وقرايب، قبل ما نكون صحاب في الخير، وهدفنا واحد، وهو مساعدة أهل بلدنا من غير أي مقابل»، تحت رعاية ساحة الشيخ الطيب وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، وكبار عائلات القرنة.