لم تكن هذه المرة الأولى التي يحرص فيها شباب شبرا الخيمة، على إقامة ذلك الحدث للعام الـ8 على التوالي، إذ بدأ الموضوع بمجرد فكرة لمجموعة من الأصدقاء وظلت تطور تدريجيًا حتى تحول إلى مائدة إفطار جماعية، يتم إقامتها بشكل متزامن، إذ يتكاتف الأهالي سويًا لإخراج المائدة بالشكل المطلوب، علاوة على تعاون شباب المنطقة لإعداد الوجبات، ولا يمكن إغفال الجانب التنظيمي لهذه المائدة الجماعية التي تتسع لمئات من الصائمين، التي أشرف عليها بعض الأصدقاء باعتبارها عادة سنوية يحرصون عليها منذ 8 أعوام.
مائدة شبرا الخيمة في عرابي
روي محمد أنس أحد أبناء منطقة شبرا الخيمة، أن الفكرة بدأت بمجرد اقتراح أحد الأصدقاء وتم تنفيذها، كانت البداية تقتصر على بعض الأفراد ومن ثم بدأ العدد يزداد تدريجيًا، ليتم إقامتها كل عام وحتى الآن، فيتم الاعتماد على الجهود الذاتية لأهالي الشارع، إذ يتكاتف «أنس» مع أصدقائه البالغ عددهم 12 شخصا لتحضير المائدة، التي تم إطلاقها اليوم: «الحمد لله اليوم كان حلو جدًا ومنظم، والناس اتبسطت أوي وكله بمساعدة أهلى وأصحابي».
أما عن إعداد الوجبات يعمل الشباب على تحضيرها معًا، داخل منزل نادر صلاح، أحد المشرفين على تنظيم المائدة، دون إرهاق السيدات بعناء تحضير الوجبات، ويحرصون على شراء مستلزمات الإفطار بعد جمع الأموال من الأهالي التي تود أن تشارك في ذلك الحدث، الذي اعتادوا على وجوده كل عام.
مشاركة 500 صائم في مائدة إفطار شبرا الخيمة
وشارك اليوم ما يقرب من 500 فرد في مائدة الإفطار الجماعي الذي اطلقه «أنس» بمساعدة كبيرة من أصدقائه على رأسهم نادر صلاح، الذي يحمل على عاتقه قدر كبير من المسئولية لإخراج المائدة بهذا الشكل الذي ظهرت به اليوم، إذ يقف على قدم وساق لاستقبال مختلف الأهالي الذين قدموا من الحارة والشوارع المجاورة للمائدة، بالإضافة إلى الإشراف على عملية شراء كافة التجهيزات التي يتم تحضيرها مسبقًا، من بينها شراء البروتينات التي لا تخلو منها وجبات الإفطار.
إعداد الوجبات لمائدة الإفطار الجماعي
يشارك عدد كبير من الأهالي في مائدة الإفطار، من خلال الحرص على المساهمة ماديًا دون تحديد قدر معين من المال، إذ يشارك بالمبلغ الذي يراه مناسبًا له وبناءً على احتياجاته وامكانياته المالية: «الشخص بيجي وبيدفع اللي يقدر عليه ليا أو لنادر، ومش بنقول لحد إحنا محتاجين كذا بالعكس الناس بتساهم باللي معاها، والحمد لله كل سنة بتتعمل أفضل من اللي قبلها، بعدها بنشوف الفلوس دي كام وبنقسمها على اللي محتاجينه، وبنوزع نفسنا أنا وصحابي ونروح نجهز الفراشة بتاعت المكان من الكراسي والترابيزات والإضاءة وغيرها، بالإضافة إلى مستلزمات الطعام مثل الفراخ واللحمة والرز والخضار وبنحطهم في بيت نادر علشان نجهز للفطار،بيتم التحضير للمائدة قبل أسبوعين على الأقل، وبنكمل فيها حتى فجر اليوم اللي هيتم تنفيذها فيه».
لا تخلو المائدة من تواجد السيدات على طاولات الإفطار، إذ يحرصن جميعًا على النزول وقت الإفطار للجلوس على المائدة لمشاركة الجميع وجبة الإفطار، فينظرن للأجواء التي تحدث حولهن بنظرة حب ورضا وفخر بشباب وأبناء منطقتهن.
طقوس مائدة الإفطار في شبرا الخيمة
بنبرة يكسوها الفخر والاعتزاز يروي «أنس» طقوس مائدة الإفطار، التي تبدأ في الصباح الباكر بنزول الجميع إلى أرض الشارع، فيبدأ الشباب في إحضار الشوايات اللازمة لتجهيز اللحوم، بينما يساعد أطفال الشارع في «رص» الكراسي وصف الطاولات بجوار بعضها البعض، بالإضافة إلى تعليق الزينة التي تضفي لمسة جمالية للمكان، وكأنه يوم عيد يعتاد الجميع على الإعداد له لخروجه بأفضل شكل ممكن «بنحاول على قدر ما نقدر أنه ميكونش فيه عشوائية، وكل واحد يكون مسئول عن جزء معين في الإفطار».
أما عن الرسالة التي يسعى «أنس» إلى توصيلها عبر تنفيذ هذه المائدة، أن تعم أجواء البهجة والفرحة على الجميع ويتكاتف الأهالي سويًا لإعداد المائدة، إذ إن مساهمتهم تعمل على إبعاد أي مشاعر سلبية بين الجميع، ونسعى إلى تطوير المائدة في الأعوام المقبلة.